المواصفات الواجب توافرها فيمن يمثلنا في مجلس النواب
17 أكتوبر، 2025
أخبار العالم الإسلامى

بقلم الدكتور: نعيم شرف
العميد السابق لكلية الدراسات الاسلامية والعربية جامعة الازهر الشريف
في الوقت الذي تَفَشَّى فيه النفاق، وتفاقمت التحالفات الانتخابية، والأحزاب السياسية، والتربيطات الحزبية، والشللية، وداست المصلحة الشخصية، والمنفعة المادية على كل القيم الأخلاقية، والمبادئ الإنسانية، واللوائح المهنية، وأضحت البيئة عليلة سقيمة مريضة، تهل علينا الانتخابات البرلمانية، ويتصارع المرشحون، وأكثرهم من الفاسدين الظالمين الطامعين في تحقيق الثروات، ونهب الأراضي، تراهم قبل إجراء الانتخابات غاية في السماحة، والوداعة، واللطافة، والتواضع، وتسمع من لسانهم الوعود البراقة الكاذبة، والشعارات الضالة المضللة المزيفة، والحديث عن توفير الوظائف، وتوزيع البطاطين والسكر والزيت كرشوة لنيل الأصوات، ثم إذا ما نجح ووصل الى البرلمان سرعان ما يتناسى كل أقواله ومواثيقه، ويتنصل من عهوده ووعوده، ويدير ظهره، ويغلق تليفونه، ويتجاهل جميع من أيده ورشحه..
فيا أيها الأعزاء لا تنتخبوا أمثال هؤلاء المتسلقين، الذين يسعون إلى تحقيق مصالحهم الشخصية، ويتجردون من الفكر الوطني الرشيد، ولا يستطيعون وضع القوانين التي تنهض بها الأمة، لا تنتخبوا الذين ليس لديهم القدرة على أداء الأدوار الرقابية والتشريعية، وصياغة القوانين والتشريعات، لا تنتخبوا الذين لا يستطيعون مراقبة الحكومة ومحاسبتها، والوقوف في وجهها حين تحيد عن مبادئ الحياة الإنسانية، والمعيشة الكريمة الآمنة للمواطنين، لا تأمنوا للذين لا يؤمنون بالمبادئ الوطنية التي تنمو بها بلادنا..
لكن انتخبوا من يستطيع الدفاع عن مصالح الشعب، وانتخبوا من يستطيع تقديم المشروعات التي تدعم عجلة عجلة الإنتاج والتنمية ومكافحة الفساد؛ وذلك للإعلاء من شأن الوطن والمواطن، انتخبوا من ترون فيه الصدق، والأمانة، والحق، والحيادية، وحسن السمعة، والثقافة القانونية والدستورية والسياسية والاجتماعية، ومن تلتمسون فيه الجدية والنزاهة، والمثل والقدوة، والقدرة على الإصلاح وتطوير الأداء، والتغيير للأفضل.
واعلم أيها المواطن الحر الأمين الكريم أن صوتك أمانة، وشهادة حق أمام الله تبارك وتعالى، يتوقف عليها مصير الوطن ومستقبله، الذي طالما سُلِب خيره ونهبت ثرواته نتيجة خطأ اختيارنا للنواب الذين نهبونا واغتصبوا أراضينا، فأحسنوا اختيار من يمثل الوطن تحت قبة البرلمان؛ لنبني وطننا ومجتمعاتنا، وندفع عجلة الإصلاح والتنمية إلى الأمام، ونسير في ركب الدول المتقدمة، والله تعالى من وراء القصد والنية.