أهل الطريق بين جهل المعترضين وحسد المنكرين
15 أكتوبر، 2025
منهج الصوفية, منوعات

بقلم الكاتب والداعية الاسلامى الدكتور : رمضان البيه
سلسلة سألنى أحد المريدين المحبين :
سألنى أحد المريدين المحبين قائلا : سيدي هناك من يعترض على أهل الطريق وأحوال بعضهم . وهناك من ينكر منهج التصوف وأحوال الصوفية ويتهم الصوفية بالشرك والضلال ويعاديهم فما الفرق بين من يعترض على اقوال اهل الطريق من الصوفية وأحوالهم وبين من ينكر عليهم ؟
فأجبته : إعلم يابني أن الإعتراض عادة ما يكون ناتج عن الجهل وعدم المعرفة وضيق الفهم وإسناد الأمر إلى ظاهر الشريعة مع جهله بها فهناك آيات كثيرة صريحة في كتاب الله تعالى تشير إلى الطريق إلى الله تعالى ومنهج التصوف الذي يبدأ من مقام الإحسان منها قوله تعالى ” إهدنا الصراط المستقيم ” وقوله سبحانه ” فمن شاء إتخذ إلى ربه سبيلا ” وقوله تعالى ” فمن شاء إتخذ إلى ربه مآبا ” وقوله عز جل ” لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا “
والآيات في هذا الصدد كثيرة هذا مع وإعتمادهم على العقل المعقول والذي ليس له مضرب في مقامات ومنازل وأحوال القلوب والأمور الغيبة والأسرار التي هي بين الحق سبحانه وبين خلصاءه من عباده.
وبالطبع من جهل شيئا عاداه فالإنسان بطبيعته عدو ما يجهل هذا وبالرغم من ذلك يرجى فيه الخير وإلإصلاح إذا فتح الله على قلبه ورزقه الفهم هذا وأما عن المنكر لا يرجى إصلاحه وذلك لأن الإنكار الأصل فيه الجحود والغيرة والحسد وعداوة الحاسد لا تزول أبدا .انظر إلى إنكار مشركي قريش على نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعثه ماكان ذلك إلا عن حقد وغيرة وحسد .
هذا ولقد سمم أصحاب الفكر الوهابي المغرض المتشدد أفكار العامة من الناس الذين لا يعلمون علوم الدين وحقيقة الزهد وهو الأصل في منهج التصوف . ولامفهوم التصوف الصحيح وأحوال الزهاد والذي معناه العزوف عن الشئ والإعراض عنه وعدم الرغبة فيه . وللعلم ان ما من زاهد إلا وهو راغب .. فمن الزهاد من يزهد في الدنيا بزينتها البالية ونعيمها الفاني رغبة في الجنة في الآخرة وهذا هو زهد عامة الزهاد من أهل الإيمان ..
وهناك زهد خاصة الخاصة من أهل الإيمان وهم أهل محبة الله تعالى وطلابه وقاصدوه سبحانه وتعالى وهو الزهد في ما سوى الله تعالى ‘ أي الزهد في متاع الدنيا والآخرة رغبة منهم في الله تعالى ‘ وأولئك سادة اهل الزهد وهم الذين عبدوا الله عز وجل عبادة الأحرار لا طمعا في الجنة ولا خوف من النار أمثال الإمام على زين العابدين إبن الإمام الحسين والسيدة رابعة العدوية رضي الله عنهم .
والزهد حال قلب لا قالب فمن الناس من يملك الدنيا وقلبه فارغ منها وغير متعلق بشئ منها فكانت الدنيا في أيديهم وليس لها محل في قلوبهم .هذا والزهد لا يصح إلا فيما يملكه العبد فلا زهد إلا بعد الملكية .
والزاهد هو من أمات حظوظ نفسه وليس للدنيا في قلبه نصيب والواجب على عامة المؤمنين الزهد فيما حرم الله تعالى .ويجب على خاصة اهل الإيمان الزهد في المباح الذي أباحه الله من الطيبات ويجب على خاصة الخاصة من المؤمنين الزهد في النفس وفي كل سوى وغير وما دون الله تعالى
هذا ولا يتحقق العبد بالزهد إلا بسلوكه لطريق الله تعالى وإنتهاجه منهج التصوف وإلتزامه بمجاهدة النفس حتى بنير له الحق عز وجل السبل المؤدية إليه جل جلاله ..