12 أكتوبر، 2025 قضايا شرعية اضف تعليق
والقضاء المعلق وهو بين المحو والإثبات أي أن يمحوه الله تعالى أو أن يثبته يقول سبحانه (يمحو الله مايشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) هذا وقد يسئ البعض الفهم فيقول لماذا يحاسبنا الله وقد كتب أقدارنا من قبل أن يخلقنا ولما العمل إذا ؟ . نصحح له فنقول ..أن الله تعالى منحنا الحرية والإختيار في كل شئ ولم يجبرنا على عمل شئ ثم يحاسبنا عليه حتى في قضية الإيمان بوجوده ووحدانيته سبحانه وتعالى فقد أعطى العباد الحرية الكاملة في أن يؤمنوا به وبوحدانيته أو أن يكفروا ويشركوا به سبحانه حيث يقول عز وجل ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ويقول سبحانه ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي )
وكذلك في الإستقامة والطاعة والأعوجاج والمعصية والشكر والكفر لقوله تعالى ( وهديناه النجدين إما شاكرا وإما كفورا ) ولقوله جل جلاله ( فأما من أعطى وإتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل وإستغنى فسنيسره للعسرى )
إذن نحن في رحلة الإختبار في هذه الحياة مخيرون في كل شئ ..في أن نؤمن أو أن نكفر وفي أن نطيع الله تعالى أو نعصاه وأما ما كتبه الله وخطه في اللوح المحفوظ من الأقدار والمقادير التي لن نخرج عنها ولن نتجاوزها لا بزيادة ولا نقصان جاء من مناط صفة العلم الإلهي أي أنه أعطانا الإختيار وهو يعلم بعلمه القديم الإحاطي الأزلي ما سوف نختاره . والله تعالى لم يكره أو يجبر أحد من عباده على شئ ولا في شئ وهو تعالى لا يرضى لعباده الكفر .
إذا نفهم أنه تعالى يعلم ماذا سنفعل وماذا سنختار فكتب بعلمه فينا أقدارنا دون أدنى إكراه منه سبحانه. ونفهم أيضا أن صفة العلم المتصف بها سبحانه صفة قديمة بقدمه سبحانه أزلية بأزليته عز وجل وأنها صفه محيطة سابقة على ما كان وما هو كائن ومتقدمة على ما سيكون إذا أنه تعالى أحاط بكل شئ علما وصدق تعالى إذ قال ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) .
هذا وفي يوم أقبل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله على جمع من الصحابة الكرام رضي الله عنهم وبيده صحيفة فنظر أليهم وقال ( أتدرون ما بيميني ؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا كتاب من الله فيه أسماء أهل الجنة واهل النار قالوا أطلعنا يارسول الله قال لم أأمر بذلك بل إعملوا فكل ميسر لما خلق ) .
هذا وحاشى لله تعالى أن يكون ظالما وهو تعالى الحكم العدل القائل ( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد ) حشاه سبحانه وتعالى أن يكره أحد على فعل شئ ثم يحاسبه من هنا يجب أن نعرف أن قضاء الله كان بعلمه وليس بإكراهه وأن الإنسان مخير ومسير مخير فيما أمره الله تعالى به وكلفه إياه والإنسان محاسب على ذلك ومسير في امور وأشياء لا يحاسب ولا يسأل عنها والتي منها الأب والام وهما سبب وجودنا في الحياة لا يسأل العبد عنهما إذ أنه لم يكن له إختيار فيهما .
وكذلك في نوع الجنس ذكر كان أم أنثى .لا يسأل عن ذلك .ومنها العمر والأجل سواء كان طويل أو قصير لا يسأل عن ذلك وإنما يسأل عن فيما أفناه وكذلك الرزق كان واسعا او العكس لا يسأل عنه إلا من أين إكتسب وفيما أنفق ..وهكذا في كل ما سير الله العباد فيه ولا يحاسب عليه ..إذا نفهم أن الإنسان مسير ومخير في آن واحد مسير فيما لم يكن له دخل فيه ولا إختيار ولا يسأل عنه ومخير فيما خيره الله فيه وكلفه به سبحانه وتعالى ويسأل ويحاسب عليه أما علم الله بكل شئ علم قديم إحاطي لا يغيب عنه شئ ..