الخصائص النبوية الدنيوية (2)
10 سبتمبر، 2025
قبس من أنوار النبوة

بقلم الشيخ : أبو بكر الجندى
9ـ أقسم الله تعالى بحياته في القرآن، قال تعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ}[الحجر: 72]، أي وحياتك يا نبينا، إن قوم لوط لفي غوايتهم التي أذهبت عقولهم فهبطوا إلى درك أسفل من درك الحيوان.
10ـ أقسم الله تعالى بقوله وكلامه، قال تعالى: {وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ}[الزخرف: 88] أي قول النبي يا رب إن هؤلاء لا يؤمنون، فالله تعالى يعلم قول رسوله وشكواه من عناد قومه وتصلبهم فشكاهم إلى ربه تعالى فأمره ربه عز وجل أن يصفح ويتجاوز عما يلقاه منهم، وهذا كقوله تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان:30].
11ـ بعثه الله تعالى رحمة للعالمين، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}[الأنبياء: 107]، وقال صلى الله عليه وسلم: “إِنِّى لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً”.
12ـ يردُّ السلام على من سلَّم عليه، قال صلى الله عليه وسلم: “ما من أحد يسلم على إلا رد الله على روحى؛ حتى أرد عليه السلام”.
13ـ ليس بشاعر، قال اللّه تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ}[يس: 69]؛ حتى لا يظن أحد أنه قال القرآن من عنده؛ لقدرته على ارتجال الشّعر.
14ـ أنه النبي الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب، قال اللّه تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}[العنكبوت: 48]؛ وشك المرتابون في أن هذا القرآن ألفه النبي صلى الله عليه وسلم من قِبَلِ نفسه، وقال تعالى أيضاً: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ}[الأعراف: 157]، وهو الأمي الذي علم الدنيا كلها الخير والشر والطريق إلى الله تعالى.
15ـ أباح الله تعالى له صلى الله عليه وسلم مواصلة صيام الليل مع النهار، حيث نهى صلى الله عليه وسلم عن الوصال، وقال: “لا تواصلوا”، قال الصحابة: إنك تواصليا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: “إني لست كأحدكم، إني أبيت عند ربي فيطعمني ويسقيني”.
16ـ أطلعه الله على الجنة والنار قال صلى الله عليه وسلم: “عُرضت علي الجنة، والنار”، وقال صلى الله عليه وسلم: “أريت النار، فلم أر منظرا كاليوم قط أفظع”، وقال صلى الله عليه وسلم: “إنى رأيت الجنة، فتناولت عنقودا، ولو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا”.
17ـ تُعرض عليه صلى الله عليه وسلم أعمال الأمة، كما قال: “يعرض علي أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم”.
18ـ آتاه الله جوامع الكلم وهو الكلام القليل الذي يحمل معاني كثيرة كماً وعظيمة كيفاً، قال صلى الله عليه وسلم: ” أوتيت جوامع الكلم، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا “.
19ـ آتاه الله مفاتيح خزائن الأرض، قال صلى الله عليه وسلم: “نصرت بالرعب وبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فجعلت في يدي، وأرسلت إلى الناس كافة وأحلت لي الغنائم وختم بي النبيون”.
وفي المقال القدم إن شاء الله الخصائص النبوية الأخروية.