أقسام أهل الإيمان


بقلم الكاتب والداعية الإسلامى

الدكتور : رمضان البيه

عزيزي القارئ لازال الحديث عن الإشارات والمعاني في قول الله تعالى ” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ” .

وكنا قد أشرنا إلى كلمة كان في المقال السابق وقلنا أنها تشير إلى الإعداد الإلهي والتجهيز لرسوله الكريم قبل البعثة والرسالة . ونتحدث في هذا المقال عن معنى آخر وإشارة أخرى وهي في قوله سبحانه ” لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ” .

في هذا الشطر أشار الحق عز وجل إلى قسمين من عباده المؤمنين وهما  :

– الذين يرجون الله أولا وهم خاصة أهل الإيمان الذين يرجون وجه الله سبحانه بصدق وإخلاص لا يتطلعون إلى الأجر والثواب والمكافئة في الآخرة إنما يريدون الله تعالى ، وهم اهل التنزيه والمحبة الخالصة والشوق لمحبوبهم عز وجل ولقد أشار الله تبارك في علاه إلى صدقهم وإخلاصهم في محبتهم وإقبالهم وطلبهم له سبحانه وتعالى من خلال قوله جل شأنه ” وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا فاتبع هواه وكان أمره فرطا ” ، وخاصة أهل الإيمان هم أهل المحبة والولاية الذين إجتباهم الله تعالى وإصطفاهم والمنظور إليهم بعين العناية الإلهية والممنوحين من الله جل جلاله أنوار الهداية وهم الذين حققوا العبادة الخالصة لله تعالى كما أمر سبحانه بقوله تبارك في علاه ” أعبدوا الله مخلصين له الدين ” .. وهم الذين تحققوا بالعبودية فأشرق الله تعالى على قلوبهم بأنوار الربوبية وخصهم بالعلوم والحقائق والمعارف والمعاني والأسرار الربانية وآتاهم الحكمة ومنحهم الفهم الرباني رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم ..

هذا عن عباد الله الذين يريدون وجهه سبحانه وتعالى .

– وأما الصنف الآخر المذكور في الآية وهم الذين يريدون اليوم الآخر أي الذين يتطلعون إلى العفو والمغفرة وإلى الأجر والثواب والمكافئة وهي الجنة .

من هنا ندرك أن الإشارة في الآية أشارت إلى ان أهل الإيمان ينقسموا إلى قسمين ( خاصة أهل الإيمان وهم الأولياء ..وعامة أهل الإيمان وهم الذين لم يفتح الله تعالى علي قلوبهم..