قيم المولد في واقعنا المعاصر


بقلم الشيخ : رائف ابوالنجا احمد

مديرية أوقاف سوهاج

يطل علينا المولد النبوي الشريف كل عام، حاملاً معه ذكرى ميلاد سيد الخلق ﷺ، وعبق الرسالة التي أضاءت دروب البشرية بالحق والرحمة. هذه المناسبة العطرة ليست مجرد يوم للتذكر، بل هي محطة لإعادة التواصل مع جوهر الدين، وتجديد الحب والاقتداء بالنبي الكريم في حياتنا اليومية.

في واقعنا المعاصر، يمكن الاحتفال بالمولد بعدة طرق تراعي روح العصر دون أن تفقد المعنى الأصيل للمناسبة. فالمحاضرات والندوات التي تربط السيرة النبوية بالتحديات المعاصرة تتيح للناس استلهام الدروس العملية من حياة النبي ﷺ، فيما تقدم المسابقات الثقافية والفنية للأطفال وسيلة ممتعة لتعليمهم الأخلاق النبوية منذ الصغر. كما تشكل المبادرات المجتمعية، كزيارة دور الأيتام والمستشفيات أو دعم المحتاجين، ترجمة عملية لرحمة النبي ﷺ في واقعنا، بينما يساهم الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في نشر مقاطع هادفة تسلط الضوء على شمائله وفضائله.

الاحتفال الحقيقي بالمولد النبوي يتحقق حين تتحول ذكرى ميلاده إلى فعل حي، ينعكس في سلوكياتنا اليومية: الصدق، الأمانة، الرحمة، والحرص على نشر الخير بين الناس. وهو رسالة للأمة كلها لتجديد العهد مع الله ورسوله، واستلهام قيمه في مواجهة تحديات العصر، وتحويل الذكرى إلى مشروع حضاري وروحي يعكس نور الإسلام في حياتنا ومجتمعاتنا.

فليكن المولد النبوي الشريف في واقعنا المعاصر مناسبة لإحياء القيم النبوية، وتجديد العزم على الاقتداء برسول الله ﷺ، وجعل حبه سلوكاً وعملًا يضيء دروب الإنسانية جمعاء.