الخيانة الزوجية وامتناع الزوجة عن فراش زوجها

( سلسلة سؤال وجواب )
 يجيب عنها فضيلة أد / مختار مرزوق عبدالرحيم
العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط

ورد إلي هذا السؤال .. هذه صورة ما وصل إلي  :

سؤال مهم للغاية من امرأة تقول أنها علمت بخيانة زوجها لها فأصبحت كارهة له وطلبت منه الطلاق ورفض، وهي في حالة نفسية صعبة جدا، فهل بجوز للمرأة في هذه الحالة الامتناع عن زوجها إذا دعاها للفراش؟

 الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

 وبعد

فلا شك أن الزوج مخطئ فيما قام به لكن الخطأ لا يعالج بالخطأ ..

 ولو أن الزوجة قامت بواجبها نحو زوجها وبخاصة فيما يتعلق بالجماع لعالجت كثيرا من المشاكل الزوجية ..

 أما امتناعها عن فراش الزوجية فهو أمر منكر وكبيرة متفق عليها ثم إن هذا لن يحل المشكلة بل سوف يزيدها تعقيدا … .

 ويبلغ الأمر غايته في الإثم حين تجاهر بعض النساء بذلك – على ما أخبرنا به بعض الأصدقاء

هذا ومن المعلوم أن حق الجماع حق مشترك بين الرجل والمرأة فلا يجوز للرجل أن يترك زوجته هكذا ولا يقوم بذلك الحق وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمن هجر زوجته للعبادة ( إن لزوجك عليك حقا ) .

انظر صحيح البخاري كتاب الصوم باب حق الضيف في الصوم

 أما عن موضوع السؤال وهو امتناع الزوجة عن مطاوعة زوجها فهذا أمر قد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم .

 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح )) رواه البخاري وغيره .

انظر صحيح البخاري كتاب بدء الخلق باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى .

 هذا وقد جاء في فتاوى دار الإفتاء المصرية أنه لا يجوز للمرأة شرعا الإمتناع عن طاعة زوجها في الجماع مالم يكن لديها عذر يمنعها من إجابة طلبه وتكون أثمة في هذا الإمتناع .

انظر فتاوى دار الإفتاء المصرية فتوى صادرة في أغسطس س 1978 م في عهد الشيخ محمد خاطر رحمه الله تعالى

 تنبيهان :

 الأول :

هذا العمل من بعض النساء يعد كبيرة من الكبائر لأن من علامات الكبيرة كما قرر أهل العلم أن يكون الذنب مصحوبا باللعن وهنا جاء في الحديث ( لعنتها الملائكة حتى تصبح ) .

 هذا ولقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على أن تقوم المرأة بذلك الحق ولا تتعلل بالأعذار الواهيةكما هي عادة بعض النساء في زماننا – فقال صلى الله عليه وسلم (( المرأة لا تؤدي حق الله تعالى حتى تؤدي حق زوجها كله ، ولو سألها وهي على ظهر قتب لم تمنعه نفسها ))

فال المنذري في الترغيب : رواه الطبراني بإسناد جيد .

وهو حديث صحيح , انظر صحيح الترغيب رقم 1943

 ومعنى ( على ظهر قتب )

القتب ما يوضع على ظهر البعير .

والمراد إنه لا يجوز لها الإمتناع عن مطاوعة زوجها في الجماع حتى وإن كانا مسافرين على ظهر البعير .

 وإذا كان ذلك كذلك في هذه الحالة فغيرها من باب أولى .

ومن ثم فنحن نحذر كل امرأة مسلمة من ارتكاب تلك الكبيرة .

 الثاني

انقلوا هذا الحكم الشرعي على صفحاتكم عسى أن يكون سببا في هداية الرجال والنساء ألى عدم ارتكاب ذلك المنكر .