على بن أبى طالب رجلاً يحبه الله ورسوله


بقلم الاستاذة : إكرام قشقش

في بستانٍ عظيمٍ غرسه رسول الله ﷺ، تفتحت زهورٌ نادرة من أصحابه الكرام، كل زهرة لها عبيرها الخاص ونورها المشرق. واليوم نقتطف زهرة من أجمل هذا البستان، زهرةً عطرةً نمت في بيت النبوة، وتفتحت على الإيمان واليقين، إنها سيرة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ابن عم الرسول وصهره، وأحد أعظم رجال الإسلام

عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، ابن عمّ رسول الله ﷺ ولد قبل البعثه ب ثمانى سنوات نشأ في بيت النبوة منذ طفولته، فربّاه النبي الكريم على عينه،امه السيدة / فاطمه بنت اسد وكان من أوائل من أسلموا صغيرًا.

عُرف بالشجاعة والإيمان الثابت، فقد نام في فراش النبي ليلة الهجرة حين اجتمع المشركون ليقتلوه، لا يبالى الخطر، مؤمنًا أن الله ناصرٌ لرسوله. ومكث فى مكة ثلاث ليال بعد هجرة النبى صلى الله عليه وسلم يؤدى الامانات التى كانت عند النبى صلى الله عليه وسلم الى اصحابها من قريش . ثم يهاجر وحده بعد اداء المهمه الشريفه التى كلفه بها النبى صل الله عليه وسلم

وبعد عام من مكوثه فى المدينة المنوره ذهب الى النبى صل الله عليه وسلم ليطلب منه الزواج بفاطمه بنت النبى صل الله عليه وسلم فساله النبى هل معك من شىء تستحلها به فقال لا يارسول الله فقال له النبى صل الله عليه وسلم اين درعك التى سلحتكها فقال يا رسول الله لا تساوى الا اربعمائة درهم فقال له النبى بعها وتعالى فباعها ودفع للنبى الدراهم ليتزوج من السيده فاطمه فاشترى بها النبى صل الله عليه وسلم عطور وما تحتاجه لزواجها وتزوجا ودعا لهما النبى صل الله عليه وسلم بالبركه.

رزقه الله بالحسن فى السنه الثالثه للهجره وسيدنا الحسين فى السنه الرابعه للهجره النبوية .

وفي غزوة بدر وأُحد والأحزاب وخيبر، كان الفارس المقدام الذي لا يهاب، يُثبّت الصفوف ويضرب بسيفه “ذو الفقار” ضرباتٍ يهابها الأعداء. ويُذكر أنّ النبي ﷺ قال يوم خيبر:

“لأعطين الراية غدًا رجلًا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله.”
فأعطاها لعليّ، ففتح الله على يديه.
وعندما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم شارك فى غسل النبى عليه الصلاة والسلام.

توفيت زوجته فاطمه بنت النبى بعد موت ابيها ب ستة أشهر ويصلى عليها سيدنا على ويدفنها وينسب الى سيدنا الامام على ابيات كان يقولها عند زيارة قبر السيده فاطمه ،* وقفت على القبور مسلما
قبر الحبيب فلم يرد  جوابى
.احبيب مالك لا تردجوابنا .
أنسيت بعدى خلة الاحباب.

قال الحبيب وكيف لى بجوابكم وانا رهين بجنادل وتراب .
فعليكم منى السلام تقطعت منى ومنكم خلة الاحباب

لم يكن عليّ فقط محاربًا جسورًا، بل كان عالمًا حكيمًا، واسع الفهم للقرآن، يفيض بالعدل والزهد. وحين تولى الخلافة بعد عثمان رضي الله عنه، حاول أن يُعيد للأمة وحدتها وعدلها، وكان شعاره: “الناس صنفان، إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق.”

ورغم ما واجهه من فتن، ظلّ قلبه معلقًا بالله، ولسانه ذاكرًا، وزهده شاهدًا على حبه للآخرة.

كان سيدنا الامام على يمشى فى الاسواق ويشترى التمر ويحمله على يديه ويذهب به الى بيته فيقولو له اانت يا امير المؤمنين تحمل التمر فيقول نعم اليس انا ابو العيال وابو العيال احق ان يحمل الطعام

وكان يمر على الناس فى السوق ويقول . ايها الناس ايها التجار ان التجار هم الفجار الا من اخذ الحق واعطاه ان التجار هم الفجار الا من اتقى وبر وصدق التاجر الصدوق مع النبيين والصديقين والشهداء وكان يقول للتجار اتقو الحلف فان الحلف منفق للسلعه ماحق للبركه.

ومن الصفات الحميده التى نتعلمها من سيدنا الامام على هى الرضا بما قسمه الله له وايضا الانفاق فى سبيل الله فكان يتعهد على نفسه انفاق درهم صباحا ومساء سرا وعلانية حتى نزل فيه قول الله تعالى ” الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم اجرهم عند ربهم فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ”

استشهد رضي الله عنه وهو قائم يصلي الفجر في مسجد الكوفة، ليختم حياته كما عاشها: مجاهدًا عابدًا صادقًا.

لقد ترك لنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه دروسًا خالدة في الوفاء لله ورسوله، وفي الصبر على الشدائد، وفي نصرة الحق والعدل. سيظل اسمه منقوشًا في صفحات التاريخ، وتبقى سيرته نورًا نهتدي به في طريقنا إلى الله.