المغالطات المنطقية الناتجة عن الاعتبارات الذاتية
15 أغسطس، 2025
بناء وتنمية الذات

بقلم الدكتورة : زينب بسيونى ابواليزيد
عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
إن وعي الإنسان بذاته هو أول خطوة نحو التفكير المنطقي ، فإن الإنسان إذا أدرك ذاته وعلم أن هناك مؤثرات شخصية قد يكون لها دورا سلبيا في التأثير على حكمه يكون قد قطع بالفعل نصف الطريق نحو التفكير الأكثر موضوعية . ويجب أن يكون الشخص على وعي تام بآرائه ومشاعره وقيمه الشخصية
و الاعتبارات الذاتية ، هي الآراء والأحكام والاتجاهات الشخصية التي تعتمد على تجارب الفرد وميوله واهتماماته وقيمه الشخصية ، والتي تتمثل في : – ، الآراء التي يعبر عنها الفرد بناء على تجاربه وميوله الشخصية ( مغالطة العاطفة ) كالخوف أو الحزن أو الخجل أو بعض التجارب العائلية ،كذا المشاعر ، كالحب والبغض تجاه موضوع أو قضية معينة ، وتجاهل الواقع العملي ، والعجز عن التجرد من المشاعر والتزام الموضوعية أثناء الحكم ، وللقيم الشخصية دور في التأثير على قرارات الشخص وآرائه ، كرفضه للأدلة ، أو شخصنة الحجة
كيفية التغلب على الاعتبارات الذاتية أثناء التفكير؟
تكمن قدرة الإنسان في التغلب على هذه الاعتبارات بممارسة بعض الأمور والتي منها
ضرورة الفصل بين الفكرة وقائلها ، والبحث والتمحيص ، هل هذه الفكرة منطقية بغض النظر عن قائلها ؟ حيث يقوم بتحليلها إلى مكوناتها المجردة ثم اختبارها بواسطة القوانين العقلية المحضة .
عدم الاعتماد على المشاعر أو العادة أو الحدس بل لابد من طلب الدليل والاطلاع عليه وتمحصه .
التدريب على التفكير النقدي عن طريق تحليل الأفكار وعدم قبولها أو رفضها بمجرد الاطلاع عليها .
الموازنة بين العقل والعاطفة بحيث يكون القبول أو الرفض مبني على الحجة والبرهان غير مقتصر على شعور داخلي مبني على الحب والبغض أو الميول والنفور ، الحرص على الابتعاد عن التحيز والانحياز في الأحكام والقرارات .
قبول وجهات نظر مختلفة والاستماع ومناقشة أشخاص يفكرون بشكل مختلف ، ومراعاة الدلائل التي تدعم أو تناقض كل وجهة نظر مما يوسع مدارك الشخص وتفكيره .
الحرص على كثرة الاطلاع والمعرفة فقلة المعرفة تفتح المجال لسيطرة الاعتبارات الذاتية ، والآفاق المعرفية الواسعة تخلق قاعدة منطقية متينة لاتخاذ القرار.
عدم التسرع في الحكم واتخاذ القرار واعطاء النفس الوقت الكافي للتفكير والمراجعة وتقييم الحجج بموضوعية وحيادية .