بقلم د.إيمان إبراهيم عبد العظيم مدرس بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر – واعظة بوزارة الأوقاف
افتتحت سورة النحل بالنهي عن الاستعجال:
﴿ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾
و اختتمت بالأمر بالصبر: “وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ “
وما بين النهي والصبر يكمُن خير لا يعلمه إلا الله سُبحانه وتعالى فثق بالله و ظنَّ الخير ولا تجزع.
يركض الإنسان في رحلة الحياة وراء أمانيه، يتنقل بأفكاره بين الأحلام والتوقعات، ويظل قلبه مليئا بالقلق والتساؤلات هل ستتحقق تلك الأماني.
لكن في كل لحظة، يجب أن يتذكر قوله تعالى : “أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ”
يا لها من سعادة و طمأنينة نعمتي الصبر و الرضا تلك الكلمات تحمل في طياتها حكمة، تذكرنا أن لكل شيء وقتًا خاصًا، عندما تتأخر الأمور، وتغلق الأبواب التي كنت تأمل في فتحها، تذكر أن في كل تأخير حكمة و دروسًا تخفيها الحياة عنا حتى نكون جاهزين لما هو أفضل.
في ساحة الحياة، نحن مجرد ركاب في قطار الزمن. العجلة لا تسرعنا إلا نحو الهاوية، وكل شيء في الحياة له توقيته مقدر من رب العالمين. ما نراه الآن قد يبدو بعيدًا عنا، لكن في الوقت المحدد، تتكشف و تظهر أمامنا مفاجآت لم تكن لتخطر على بال بشر.
هي دعوة للتسليم للقدر والانتظار بفهم، لأن الله لا يخطئ في توقيته.
نحن في مرحلة تحضيرية لما هو أعظم، في وقتنا الذي قد لا نفهمه الآن.
“أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ”
لا تستعجلوا، فكل شيء يأتي في حينه، وفي اللحظة التي نكون فيها مستعدين و متأهبين له.
عندما تشعر أن الوقت قد مر أو مضى، أو أن أحلامك قد فاتتها الفرصة، تذكر أن لكل شيء موعدًا في يد الله، فلا تستعجل، فإن الله لا يترك عباده، بل هو الحكيم الذي يدبر كل شيء بحكمة بالغة.