بقلم الدكتور الشيخ : محمد سعيد صبحي السلمو ( الأزهرى البابي الحلبي )
بمناسبة انبهار شبابنا بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم ، وزيادة انبهارهم إذا صدرت هذه الدراسة عن جهة غربية
إن من أعجب مفارقات هذا العصر أن ترى شباب الأمة يهرعون إلى أفواه الغرب الكافر، يتلمسون منها شهادةً على صدق كتابهم، وكأنّ القرآن لا يقوم إلا إذا نهض له فيلسوف مادي أو عالم ذَرّة بشهادة!
ويزداد العجب حين تراهم في الوقت ذاته يُعرضون عن السنّة النبوية، ويزعمون – بجهل لا يخفى – أنها تخالف القرآن! وما خالفت السنّةُ كتابَ الله يوما، ولكن الذي خالفه هو عقولهم حين قصُرت، وأفهامهم حين التبست، وقلوبهم حين خلت من نور الهداية.
السُّنّة شارحةٌ للكتاب، مفسرة لحكمه، متممة لبيانه، ومن زعم أن بينهما تعارضا، فقد جعل نقصه حجةً على الوحي، وجهله سلطانا على النبوّة.
القرآن لا ينتظر شهادة أجنبي ليصدق، كما أن الشمس لا تحتاج لمصباح كي تُضيء.
و يا للعجب من زمنٍ انقلبت فيه الموازين، وتبدلت فيه مقاييس الفهم والضلال! رأينا الناس يُفتنون بسطوع اللفظ وإن خلا من المعنى، ويُخدَعون بحلاوة المنطق وإن سُقي من كأس الزيف، وينجرفون خلف كل طنينٍ فارغ، ما دام يلبس ثوب التنوير المزعوم!
انظر إلى من اغترّوا بكلام الكيالي والشحرور وعدنان إبراهيم ومن شاكلهم، كيف بهرهم زخرف القول فاستحبّوه، وكيف أطفأوا نور الفطرة واستبدلوه بوميض الشبهة.
إن القلب إذا لم يُربَّ على الحق، صار يتبع كل ناعق. وإن الفطرة إن لم تُصنْ، عميت عند أول وهمٍ جميل.
فيا غافلين، لا يغُرنكم لمعان اللفظ إذا خلت القلوب من يقين، ولا تخدعنكم شبهة مزخرفة، فالحق نور لا يُؤخذ من كل مصباح.
فلو أن هؤلاء صدّقوا أولئك، لمجرد بضع عبارات منمّقة، فكيف سيكون حالهم إذا خرج الأعور الدجال، وقد أوتي فتنا لا تقوم لها قلوب الضعفاء؟
ومن اعتمد على القواعد التجريبية للإيمان ، هزته اول فتنة تفوق العلوم التجريبية أو تكذب النظريات العلمية ، وما اسرع سقوط هؤلاء في فتنة الدجال.