مراتب القدر الأربع في ميزان العقيدة الإسلامية
18 ديسمبر، 2025
منبر الدعاة

بقلم الكاتب والداعية الإسلامى
الدكتور : رمضان البيه
من القضايا الإيمانة التي يجهلها الكثير من الناس قضية القضاء والقدر ، ومن الأسس الإيمانية الإيمان بالقضاء والقدر سواء علمنا الحكمة الإلهية أو جهلناها ، في تعريف الإيمان قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وقضاء الله وقدره خيره وشره حلوه ومره ) ..
ومن الإيمان والإعتقاد الصحيح أن نؤمن بأنه لا يقع في ملك الله عز وجل إلا ما أراد سبحانه ، وأنه تبارك في علاه الفعال لما يريد ، وإنه جل جلاله صاحب الأمر من قبل خلق الخلق ومن بعد ان خلقهم . وأن له تعالى الخلق والأمر سبحانه ..
هذه الحقائق لابد من الإيمان والإعتقاد بها مع الفهم الصحيح لها بمعنى أن الله تعالى لم يجرى قضاءه وقدره على العباد قهراء وإجبارا ، بل قدر الأقدار سبحانه بعلمه القديم الأحاطي الأزلي بإختيارهم .
ومن المعلوم لدى المؤمن الحق أن الله سبحانه وتعالى منسوب إليه صفة العلم وهي صفة أزليه قديمة بقدمه جل جلاله فهو يعلم ما كان من قبل أن يكن ، ويعلم ما هو كائن من قبل أن يكون . ويعلم ما سيكون من قبل أن يكن .
وصدق تعالى إذ قال ( أحاط بكل شئ علما ) . والله تعالى قد أعطى الإنسان مطلق الحرية في الإختيار بين الإيمان والكفر والطاعة والمعصية . يقول تعالى ( لا إكراه في الدين ) .
ويقول سبحانه ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) .والله تعالى حكم عدل وهو القائل ( وما ربك بظلام للعبيد ) . ويقول جل جلاله ( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) .. وقال عز وجل ( كل نفس بما كسبت رهينة ) . هذا وقبل أن نتحدث في هذه القضية نتحدث أولا عن مراتب القدر كما أشار الله عز وجل إليها في كتابه العزيز المحكم .
” مراتب القدر أربعة هي .. مرتبة العلم، ومرتبة الكتابة، ومرتبة المشيئة، و مرتبة الخلق ” .
فكلُّ شيء في الكون علمه الله، وكتبه في اللوح المحفوظ، وشاء أن يكون، وخلقه بقدرته وتقديره وحكمته.. وقد أشار سبحانه إلى هذه الأربع في عشرون آية قرآنية إثبت فيها القضاء والقدر، ولا يعني الإيمان بالقدر ترك العمل، بل يجب الحرص على العمل الصالح كما أمرنا الله، وكل ميسر لما خلق له، ولا يجوز الاحتجاج بالقدر في المعايب، ولكن يحتج بالقدر في المصائب، والقدر سر الله في خلقه، فلا يجوز الخوض فيه بجهل، والتكذيب بالقدر ضلال مبين، فلا يكون في الكون إلا ما شاء الله وقدره بعلمه وحكمته
وإليك عزيزي القارئ الآيات ..
١) ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: ٤٩].
٢) ﴿ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: ٣].
٣) ﴿ نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ ﴾ [الواقعة: ٦٠].
٤) ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ﴾ [الحديد: ٢٢ .٢٣ ].
٥) ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [التغابن: ١١].
٦) ﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا ﴾ [آل عمران: ١٤٥].
٧) ﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [يونس: ١٠٠].
٨) ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [النساء: ٦٤].
٩) ﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: ٢٤٩].
١٠) ﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: ١٠٢].
١١) ﴿ إنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [المجادلة: ١٠].
١٢) ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: ٦].
١٣) ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ﴾ [محمد: ١٩].
١٤) ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [الحج: ٧٠].
١٥) ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: ٥٩].
١٦) ﴿ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [يونس: ١٦].
١٧) ﴿ وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [النمل: ٧٥].
١٨) ﴿ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [سبأ: ٣].
١٩) ﴿ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ﴾ [الأنفال: ٤٢].
٢٠) ﴿ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا ﴾ [الأحزاب: ٣٨]. .