قوم لا يفتنون في قبورهم
16 ديسمبر، 2025
منبر الدعاة

بقلم الكاتب والداعية الإسلامى
الدكتور : سيد مندور
نسمع دائما من يدعو للميت ( اللهم نجنا من فتنة القبر ) فما هي فتنة القبر وكيف ننجو منها ؟ ..
فعن راشد بن سعد ، عن رجل من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم، أن رجلا قال:
“يا رسول الله، ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد ؟ قال : ” كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة “.
لشهادة في سبيل الله تعالى منزلة عظيمة، ومرتبة جليلة، وأجرها عظيم، وثوابها كبير، ومن فضائل الشهيد ما جاء في هذا الحديث، حيث قال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: “يا رسول الله، ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم؟!”، أي: بامتحانهم بسؤال الملكين منكر ونكير، “إلا الشهيد؟!”، أي: ما سبب استثناء الشهيد عن باقي المؤمنين من ذلك السؤال؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة”! أي: يكفي في صدق إيمانهم ثباتهم عند لمعان السيوف فوق رؤوسهم؛ فنجاحهم في ذلك الاختبار يغنيهم عن اختبار القبر؛ فالسؤال في القبر إنما جعل لامتحان المؤمن الصادق في إيمانه من المنافق، وثباته تحت بارقة السيوف أدل دليل على صدقه في إيمانه، وإلا لفر من الكفار؛ قيل: وإذا كان الشهيد لا يفتن فالصديق أولى؛ لأنه أجل قدرا. وفي الحديث: فضل الشهادة في سبيل الله عز وجل. وفيه: فضيلة الصبر عند ملاقاة العدو، وعدم الفرار منه، وأنها علامة إيمان، وسبب نجاة من فتنة القبر .
اللهم نجنا وأهلنا من فتنة القبر يارب العالمين.