الإحسان.. عبادة القلوب وسرّ النجاة


المقال الثانى من سلسلة ( الإحسان حياة ونجاة )
بقلم الدكتــور : محمد عيسي القاضي من دعاة الأزهر الشريف

هل أدركت يوماً أنك بإحسانك لإنسان أو حيوان أو جماد ، قد تنجو في هذه الدنيا وفي الحياة الآخرة ، 

إن الإنسان بإحسانه للمخلوقات من حوله ينال الدرجات الرفيعة من الله سبحانه ، الذي يحب المحسنين ، بل إنه بإحسانه قد يدخل أعلي الجنان وإن لم يكن قد قدم الكثير من الأعمال وإليكم في هذا قصة غاية في الإحسان والإجمال ألا وهي 

أن إمرأة مرت ذات يوم بجانب رجل مجذوب وبيده عود يرسم به على الأرض

فأشفق قلبها عليه وسألته : ماذا تفعل هنا ؟

قال: أرسم الجنة وأقسمها إلى أجزاء فابتسمت

وقالت له: هل يمكن أن آخذ قطعة منها ؟

وكم ثمنها ؟

نظر إليها وقال : نعم القطعه بعشرين ريالا

أعطت المرأة المجذوب عشرين ريالا وبعض الطعام وذهبت

وفي ليلتها رأت في المنام أنها في الجنة

وفي الصباح قصت الرؤيا على زوجها وما جرى معها مع الرجل المجذوب

فقام الزوج وذهب إلى الرجل ليشتري قطعة منه

وقال له : أريد أن أشتري قطعة من الجنة، كم ثمنها ؟

قال الرجل : لا أبيع

فتعجب الرجل وقال له: بالأمس بعت قطعة لزوجتي بعشرين ريالا

فقال الرجل المجذوب : إن زوجتك لم تكن تطلب الجنة بالعشرين ريالا

بل كانت تُحسنُ إليَ أما أنت فجئت تطلب الجنة وحسب والجنة ليس لها ثمن محدد .

ألا فلنُحسنُ لغيرنا بلا اشتراط لأي أمر كان أو طمعاً في دخول الجنان ، وإنما نُحسن اقتداءً بسيدنا النبي العدنان ، وإرضاءً للملك العلام ، والسلام ختام