ترك الذكر عقب كل صلاة
28 أكتوبر، 2025
الأزهـــــر

المقال الخامس عشر من سلسلة مقالات (بدع آخر الزمان)
إحياء لتراث سيدى ولى الله تعالى فضيلة الشيخ / عمران أحمد عمران
من كبار علماء الازهر الشريف
ومن مثالبهم (تركهم الذكر عقب كل صلاة)
وهو المعبر عنه بختم الصلاة عرفا والله يقول (ومن الليل فسبحه وأدبار السجود) أى وسبحه في أدبار الصلوات فيكون أمراً بالذكر عقب الصلوات على خلاف فى التفسير، ففي البخاري في باب الذكر بعد الصلاة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كنت أعرف انقضاء صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالتكبير”.
وفيه أيضا عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: “جاء الفقراء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب أهل الدثور من الاموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم! يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل من أموالهم يحجون بها و يعتمرون ويجاهدون ويتصدقون!!، فقال النبى ﷺ: “ألا أحدثكم بما ان أخذتم به أدركتم من سبقكم، ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله، تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثاً وثلاثين” فاختلفنا بيننا، فقال بعضنا نسبح ثلاثا وثلاثين ونحمد ثلاثا وثلاثين ونكبر أربعا وثلاثين، فرجعت اليه، فقال: “تقول سبحان الله والحمد الله والله أكبر حتي يكون منهن كلهن ثلاثا وثلاثين”. والدثور الاموال الكثيرة جمع دثر بفتح فسكون. وزاد مسلم وأبوداود في آخر هذا الحديث “وتختم المائة بلا إله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير”، خصوصا والبخاري ذكرها عقب الحديث فى حديث عن المغيرة بن شعبة أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يقول: “لا إله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد و هو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطى لما منعت، ولا ينفع ذالجد منك الجد”. والجد بفتح الجيم الغنى كما في آخر الحديث.
وجاء في الحديث الشريف ( من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة الا ان يموت” رواه النسائي عن أبي أمامة، وورد في رواية أخرى “تولي قبض روحه ذوالجلال والاكرام”.
وينبغي أن تقدم عليها هذا الدعاء “اللهم انى اقدم اليك بين يدى كل نفس ولمحة وطرفة يطرف بها أهل السموات واهل الارض وكل شيء هو فى علمك كائن أو قد كان أقدم اليك بين يدى ذلك كله الله لا اله الاهو الحي القيوم الخ..”، فقد ورد فيه أثر معمول به عند العلماء بالله.
وما علينا ممن ينكر عليهم، ويدعى ضعف ما تمسكوا به، والأحاديث الضعيفة متفق على العمل بها في فضائل الاعمال، واني لأرى صاحب هذا المنهج محروما من كثير الخيرات فلا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم نعوذ بالله من جمود الطباع وطمس البصائر.
وما أحسن حزب السادة الصوفية رضى الله عنهم وعنا بهم في هذا الباب:
ولتعلم أنه لا بأس الآن بقراءة الحزب عقب الصلاة جهراً لتعليم المصلين واحياءً لسنة كهذه ماتت خصوصاً في بلادنا وفى الحديث “من أحي سنتي فقد احبنى ومن احبني كان معى فى الجنة” رواه السجزى عن انس، وقد ورد في الصحيح عن ابن عباس “ان رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد رسول الله”.
قال الشراح وكان هذا لتعليم الحاضرين صفة الذكر حيث كانوا لا يعرفون : فظهر انه من وجد الجهل بالذكر جائز رفع الصوت به لذلك والحكم يدور مع العلة وجودا وعدماً.
وما عليك من المتجمدين الذين لا يتصرفون فيمنعون مطلقاً، وقد رأيت ان بعض الصالحين رأى في نومه أن القيامة قامت والمصلون ذهبوا لاخذ أجورهم فذهب معهم فقالت له الملائكة: “انك محروم من الاجر”، وقد كان يزيد عن العدد المقرر في التسبيح والتحميد والتكبير”، فقال: ولم قالوا لانك كنت تزيد عما قرره الشارع ؟ قلت: لعله كان يزيد استظهارا لانه جرى الخلف فيمن يزيد فقيل يؤجر وقيل لا.
فيا أخي اتق الله وتزود لآخرتك واعتنى بدينك ولا تتساهل تحرم الخير كله، وليست هذه طريق المحسنين انما المحسنون من لا يفرطون في أمرهم.