أنفاس النور ذرية لا تنقطع عبر العصور

بقلم الشيخ الدكتور : فواز الطباع الحسني
عميد رواق ودار الإمام أحمد الرفاعي رضي الله عنه بالاردن

أهل البيت هم ذرية النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهم الذين بذلوا جهودًا كبيرة في نشر الإسلام وخدمة المسلمين. وقد وعد الله تعالى ذرية أهل البيت بالاستمرار والبقاء، وقد تحقق هذا الوعد في التاريخ الإسلامي.

الأدلة من القرآن الكريم
قوله تعالى: “وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ” (الأنبياء: 73). هذه الآية تدل على أن الله تعالى يجعل الأئمة من ذرية الأنبياء، ويهديهم بأمره.

قوله تعالى: “وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ” (النمل: 15). هذه الآية تدل على أن الله تعالى يفضل بعض الذرية على بعض.

وقوله تعالى :”إنآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ” (الكوثر)

استمرار ذرية أهل البيت:

– الذرية النبوية: استمرت ذرية النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم من خلال أولاده الحسن والحسين، وهم من نسل علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء رضي الله عنهم وعليهم السلام .

*أهمية استمرار ذرية أهل البيت:

– الحفاظ على السنة النبوية: ذرية أهل البيت لها دور كبير في الحفاظ على السنة النبوية ونشرها.

– القيادة الإسلامية: في بعض المذاهب الإسلامية، تعتبر ذرية أهل البيت مرشحة للقيادة الإسلامية بسبب نسبها النبوي.

– القدوة الحسنة: ذرية أهل البيت تعتبر قدوة حسنة للمسلمين، وهم يحملون مسؤولية كبيرة في نشر القيم الإسلامية.

تنويه : تتفق المذاهب الأربعة على بقاء ذرية أهل البيت في عصرنا و أهمية محبتهم، وتختلف في تفاصيل الوجوب والاستحباب. يمكن القول إن محبة أهل البيت تعتبر من الأمور التي تجمع بين المسلمين، وتدل على تعظيم شأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته.

خاتمة:

استمرار ذرية أهل البيت هو أمر مستمر وغير منقطع، وقد دل على ذلك القرآن الكريم والتاريخ الإسلامي. يجب على المسلمين أن يحترموا ذرية أهل البيت ويقدرون دورهم في نشر الإسلام وخدمة المسلمين.

وقريباً بين يديكم كتاب ( العطر الندي في وجوب محبة واتباع ذرية النبي ) صلى الله عليه وآله وسلم ففيه من التأصيل العلمي عن أهل البيت ما يسر به خاطر المحب .