السنة أن تطلب من الله تعالى العافية وليس الابتلاء


( سلسلة سؤال وجواب )
 يجيب عنها فضيلة أد / مختار مرزوق عبدالرحيم
العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط

أرسل إلى أحد أبنائنا من الباحثين هذا السؤال : هل يجوز أن يدعو المسلم بهذا الدعاء ( رب إن ابليتني فاجعلني صابرا . وإن أنعمت علي فاجعلني شاكرا )

 أو : اللهم اجعلني من عبادك الصابرين ؟.

 الجواب :

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

وبعد

 فأقول وبالله التوفيق .

 أولا :

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلم عليه أن يعزم المسألة في الدعاء بالخير 

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت ، ليعزم المسألة فإنه لا مكره له )

صحيح البخاري كتاب الدعوات باب ليعزم المسألة فإنه لا مكره له . رقم 5980 .

 ثانيا :

سؤال الإبتلاء فقد نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وحث على سؤال العافية .

عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ [ أي أجهده المرض حتى صار مثل ولد الطير ] فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هل كنت تدعو بشيء ؟ أو تسأله شيئا ؟

 قال نعم كنت أقول : اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا .

 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سبحان الله لا تطيقه – أو لا تستطيعه – أفلا قلت اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )

قال : فدعا الله له فشفاه .

صحيح مسلم كتاب الذكر والدعاء والتوبة باب كراهة الدعاء بتعجيل العقوبة في الدنيا رقم 7011 .

ويتضح من ذلك أن السنة سؤال العافية

 خاتمة في سؤال الله تعالى العافية

نختم بهذا الحديث

ورد عند الإمام أحمد في حديث طويل عن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( سلو الله المعافاة أو العافية ، فلم يؤت أحد قط بعد اليقين أفضل من العافية أو المعافاة )

انظر المسند حديث رقم 5  ، وقال الشيخ الأرناؤط : أسناده صحيح .

  كنز عظيم  :

عن سليمان بن جبير بن مطعم، قال: سمعت ابن عمر، يقول: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات، حين يمسي، وحين يصبح: «اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عورتي»، وقال عثمان: «عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي» قال أبو داود: «قال وكيع يعني الخسف»

انظر سنن أبي داوود حديث رقم ٥٠٧٤ ، وهو حديث صحيح

 حافظوا على هذا الكنز مرة في الصباح ومرة في المساء على الأقل ..

 فائدة :

 من طرف أحد مشايخنا الفضلاء أنه رأي تلميذا له يأكل باذنجانا فقال التلميذ ( اللهم ديمها نعمة ) وكان الشيخ لا يحب أكل الباذنجان ، فقال الشيخ وهو في حالة من الغضب : سبحان الله أفلا دعوت بدوام طعام طيب وإلا سيكون كل طعامك من الباذنجان ؟

 تنبيه :

انشروا تلك الأحكام على صفحاتكم لينتفع بها أصدقاؤكم .