بقلم الشيخ : محمود البردويلي المالكي الأزهري
في زماننا هذا نحن أحوج ما نكون إلى إعادة فهم التدين.
فقد حصَر بعض الناس التدين في التشدد والتضييق والزهد في الدنيا، حتى صاروا يظنون أن من لم يكن كذلك فهو منافق.
بينما حصَره آخرون في المظاهر وحدها: كإعفاء اللحية أو تقصير الثياب أو استعمال السواك. (ولا أقلل من شأن ذلك، فاللحية واجبة عندنا معاشر المالكية، لكن العيب هو اختزال الدين كله في هذه الظواهر).
التدين الحق لا يقف عند المظاهر ولا عند التشدد، بل هو توازن بين صلاح الباطن واستقامة الظاهر. فإذا صلح القلب استقامت الجوارح تبعًا له.
وطبعًا لا أبرر أبدًا لمن يدّعي إصلاح الباطن وهو مهمل لظاهر الشريعة؛ فذلك انحراف واتباع للهوى، وقد كثر هذا الصنف في زماننا.
يا أخي، لا تحبس نفسك في هذه النظرة الضيقة، بل اخرج إلى رحاب حظيرة القدس؛ هناك تذوق الأنس، وترتع في رياض الجنة مع عباد الله الصالحين.
واسمع نداء القرآن لحبيبه ﷺ ولمن سار على نهجه: ﴿وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾،