ماهي أسس سلوك طريق الله تعالى ؟
10 سبتمبر، 2025
منهج الصوفية

المقال الأول من سلسلة : سألنى أحد المريدين ( المحبين )
بقلم الكاتب والداعية الإسلامى الدكتور : رمضان البيه
الأحباب والأصدقاء تابعوني على مجلة روح الإسلام الإلكترونية وسلسلة مقالات متعلقة بسلوك الطريق إلى الله تعالى ..
وهذا هو المقال الأول ….
سألني أحد المريدين قائلا : ماهي أسس سلوك طريق الله تعالى ؟ .
فأجبته : الأسس التي يبنى عليها سلوك الطريق إلى الله تعالى ثلاث هي : ( الحب ، الصدق ، الإخلاص ) ، ولا سلوك إلا بها
فأما عن الحب وهو الأساس الأول والركن الركين في سلوك الطريق ، فهو متعلق بمحبة الله عز وجل ، ومحبة الرسول الكريم صلى الله على حضرته وعلى آله وصحبه وسلم ، ومحبة أهل بيته الأطهار ، وهو الأصل في إتباع الهادي البشير السراج المنير عليه الصلاة والسلام لقوله تعالى ” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم “
هذا وقد يغيب عن الكثير من الناس أن أصل العلاقة التي بين العبد وربه عز وجل ” الحب ” .
ومما يؤكد ذلك أن ليس لله تعالى علة في خلقه ، لا فيما خلق وأوجد ولا فيما قضى وقدر إذ أنه سبحانه قائم بذاته ، غني تعالى بذاته ، فعال سبحانه بذاته، مستغني جل جلاله عن من سواه وهو الذي لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية . هذا وقد أعلن عز وجل في مراده الأول الذي على أثره إنبثقت كل المرادات الإلهية عن محبته للعباد وأن يعرف سبحانه في الحديث القدسي الذي يقول فيه تبارك في علاه ” كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق فبي عرفوني ” .
وفي أحاديث نبوية شريفة أكد النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم على أن محبة الله تعالى ومحبة الرسول ومحبة أهل بيته الأطهار هي الأساس في الإيمان والسلوك ، منها قوله صلى الله عليه وسلم ” لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ” ، وقوله ” لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه من نفسه ووالده وولده والناس أجمعين ” ، وقوله ” لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه . وعترتي أحب إليه من عترته . وأهلي أحب إليه من أهله وذاتي أحب إليه من ذاته ” .
هذا والأحاديث القدسية والنبوية في هذا المعنى كثيرة ..
هذا والمحبة الصادقة لها موجبات وعلامات كثيرة :
منها ” الطاعة الكاملة والولاء الكامل لله تعالى ورسوله ، وإيثارهما عما سواهما .
ومنها إسقاط الإختيار والتدبير والسعي إلى تزكية النفس وإسقاط الأنا العالقة بها ، والتبرأ من الحول والقوة . ولزوم حظيرة العبودية ،
ومنها الإشتغال الدائم بذكر الله تعالى وكثرة الصلاة والسلام على الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
ومنها الأدب والحياء من الله تعالى ورسوله ..
ومنها الإستقامة على الأمر والنهي وإقامة الحدود والصبر على إبتلاء المحبوب والرضا بقضاءه سبحانه والشكر على نعمه سبحانه .
هذا والعلامات كثيرة وعلى رأسها الأدب والإتباع ..
عزيزي القارئ نستكمل الحديث بمشيئة الله تعالى في المقالات التالية ..