اتخاذ المرض عذراً لترك الصلاة
29 أغسطس، 2025
الأزهـــــر

المقال الحادى عشر من سلسلة مقالات (بدع آخر الزمان)
إحياء لتراث سيدى ولى الله تعالى فضيلة الشيخ / عمران أحمد عمران
من كبار علماء الازهر الشريف
ومن مثالبهم (اذا مرض أحدهم ترك الصلاة رأسا حتي يبرأ)، وبعد ذلك قضاها أو لم يقضها، وقد سبق لك ما ورد عن ابن عباس وعمر رضي الله عنهما وعن الصحابة أجمعين.
وان كنا قد تكلمنا في تشاغلهم عنها بالزرع والدرس ولكن أردت أن أفرد هذا الامر بكلام مخصوص، إذ هو كثير عندنا فتراهم يتركونها ولو لمرض ساعة أو ساعتين ويدعى لرقة ديانته انه مريض، وهذا الامر لم يترك عارف الحكم ولا جاهله، وذلك كله كما سمعت من رقة الديانة : فيا أخي ان الانسان اذا مرض خاف وازداد خوفه وقصر أمله وتذكر الآخرة وخشي اللحوق بها فينبغي أن يعيرها إلتفاتاً، ويهتم بما عليه من الحقوق الدينية الله أو لخلقه قبل أن يبغته الاجل فيلقى الله بغير عمل.
وقد جاء في الحديث الشريف: “من ترك الصلاة متعمدا كتب الله اسمه على باب النار ممن يدخلها” رواه أبو نعيم، وفي الحديث “لا تترك الصلاة متعمدا فان من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله” رواه أحمد بسند صحيح.
وسبق لك أن من يؤخرها ولو في اعلى درجات المرض وعقله حاضر لأتي الله تعالى مغضوباً عليه.
بل ترى المرأة التي لا دين لها اذا خافت ربما انتظرت بعد انقطاع الدم أوقاتاً بل أياما بلا صلاة بدعوي أنها لم تغتسل من الحيض، وكذا النفساء مع أن الفقهاء نصوا على أنها اذا انقطع دمها بحيث تدرك بعد الطهر خمس ركعات قبل الغروب أو أربع بما قبل الفجر وجب الظهران أو العشاءان، فيحرم عليها التراخي شرعاً، ويحرم على الزوج اقرارها على ذلك ووجب عليه زجرها وردها الى الدين اذ الله تعالى يقول “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ” النساء الاية 34، وفى الحديث وكل راع مسئول عن رعيته.
ومن مثالبهم (انهم يأكلون البصل أو الثوم غير مطبوخ) ويحضرون الجماعة داخل المسجد وذلك حرام لاذاية المصلين والملائكة، ففى البخاري رضي الله عنه ان جابر بن عبد الله زعم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا ـ أو قال ـ فليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته” وزعم أى قال : وورد الطبراني في الاوسط والصغير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من أكل من هذه الخضروات الثوم والبصل والكراث والفجل فلا يقر بن مسجدنا فان الملائكة تتاذى مما يتأذى منه بنو آدم”.
وقد نص الفقهاء عندنا على أن من أكل ثوماً أو بصلاً ولم يجد مزيلاً سقط عنه حضور الجمعة، فاذا سقطت الجمعة فجماعة غيرها منعه منها أحرى، ولا يجوز له دخول المسجد وهذا فى الحكم كما يفعل بلاد الارياف أيام الشتاء يقدم الرجل منهم على كانون ليستدفى من البرد مستوقداً نارا من بوص أو حشيش كريه الرائحة حتى تكون رائحته أشد من الجيفة المنتنة، فهذا حرام عليه حضور الجماعة ان لم يجد ثوباً غير ما عليه وتعثر عليه ازالة الرائحة.
وفي كشف الغمة للامام الشعرانى رضى الله عنه أن سيدنا عمر بن الخطاب كان يضرب بالدرة ـ والدرة بكسر الدال السوط العريض ـ القصابين ـ وهم الجزارين ـ والزياتين ونحوهم اذا تقدموا على الناس ويؤخرهم الى آخر صف لرائحة ثيابهم الكريهة، ولعل ذلك لم يصل الي الحد الذي ذكرناه والمذهب ما ذكرته عند مالك.