الليل والرسول

بقلم الإذاعى : السيد صالح
رئيس هيئة إذاعة القرآن الكريم السابق

 

ان النبي العابد يبدأ بالليل مرحلة جديدة من مراحل الإقبال على الله تعالى كان إذا أوى إلى فراشه يقول: باسمك الله أحيا وأموت.وكان يقول:إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليقل باسمك ربي، وضعت جنبي وبك،ارفعه إن أمسكت نفسي ،فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين

والله تبارك وتعالى يقول في سورةالزمر ( اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ في مَنَامِهَافيُمْسِكُ التي قضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى .إنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ  ِلقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) ( الآية :٤٢

والمؤمن يشعر أن روحه في يد الله، وأنه يستمد محياه لحظة بعدأخرى هبة من رب العالمين قد يضع جنبه، فلا ينهض إلا يوم النشور، فإن كان ذلك فهو يرجو الرحمة، وإن قام ليبدأ نهارا آخرفهو يرجو أن يحيا في ضمان الله وحفظه، عندما يغمض المرءجفنه يترك إرادته جانبا فالمؤمن يسلم نفسه لربه، ويفوض إليه،أمره، ويلجأ إليه ظهره، إنه وحده الحافظ ؛عن البراء ابن عازب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذاأَتيتَ مَضْجَعَكَ فَتَوضّأ وضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِفَّكَالأيمن، وقل: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نفسي إِلَيكَ، وَفَوَّضتُ أمري إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهرِي إِلَيْكَ، رغبةً ورهْبَةً إِلَيْكَ، لا ملجأ ولا منجى مِنْكَ إِلا إليك، آمنتُ بِكِتَابِكَ الذي أَنزَلْت وبنبيك الذي أرسلت، فإنْ مِن.مِتَّ عَلَى الفِطرة، واجْعَلَهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ” (مُتَّفق عليه).

إن هذه الدعوات التي علمنا إياها الرسول صلى الله عليه وسلم تريح الأعصاب من هذا العناء وتصل بمشاعر الرغبة والرهبة إلى مستقرها في جنب الله وتجعل المرء قبل هجوعه يؤكد أمرا واحدا يناجي به ربه وقد قيل إن الحكمة في النوم على الجانب الأيمن ألا يستغرق النائم في نومه لأن القلب فيه ميل إلى جهة اليسار فإذا نام على جنبه الأيمن طلب القلب مستقره من الجانب الأيسر وذلك يمنع من استقرار النائم واستثقاله في نومه بخلاف قراره في النوم على اليسار فإنه في مستقره فيحصل بذلك الراحة التامة
فيستغرق الإنسان في نومه .