الكوكتيل المعرفي .. حين تُصاب العقول بالتشوه!
31 يوليو، 2025
منبر الدعاة

بقلم الشيخ : محمود البردويلي المالكي
في ظل تطوّر الوسائل الحديثة، أصبح الوصول إلى المعلومة في غاية السهولة؛ ضغطة زر، أو مقطع ريلز قصير، كفيل أن يُعطيك “انطباعًا عامًا” عن موضوعٍ ما.
لكن الكارثة تبدأ حين يُصبح الاعتماد الكلّي على هذه المقاطع!
فأنت تسمع لهذا وتُعجب بكلامه، ثم تسمع لذاك – وربما يُناقض الأول – وتقتنع بجزئية منه، دون مرجعية علمية منهجية، ولا شيخ ضابط يُميز لك الصحيح من السقيم.
فتجد نفسك في النهاية قد جمعتَ أفكارًا من مشارب متباينة:
▫️ هذا صوفي
▫️ وذاك سلفي
▫️ وثالث إخواني
▫️ ورابع علماني…
وانتبه!
لستَ في “بوفيه مفتوح” تختار منه على هواك، بل أنت الآن في فوضى فكرية حقيقية، تهدم شخصيتك العلمية وتشوّه انتماءك.
فقد تصبح أزهريًا بنكهة شيعية!
أو سلفيًا بميل علماني!
أو طالب علم لا يدري ما العلم أصلًا!
والأخطر: أنك تنقل هذا التشوّه لغيرك، فتتكلم بثقة أن هذا هو الحق، أو أنه قول الأزهر مثلًا، والحق بخلافه، فتلبس على الناس، وتلبس على نفسك.
* كل ذلك سببه:
عدم الالتزام بمنهج علمي رصين، والارتماء في أحضان “الكوكتيل المعرفي” الذي يصنعه لك الريلز!
* ومصطلح ” الكوكتيل_المعرفي” – كما أطرحه هنا – هو من نَحْتي الخاص، ولم أقف على استخدام سابق له بهذا المعنى؛ أعني به خلطًا عشوائيًا للأفكار والمصادر دون منهج ضابط، فينتج عنه تشوّه فكري وخلل في التصور.
فكن منهجيًا، لا معلوماتيًا فقط.
وانصح نفسك وأصحابك:
المعلومة السريعة لا تُغني عن التلقي المنهجي المتين.
* وأضرار الاقتصار على السماع بديلاً عن القراءة له آثارٌ سلبية أخرى، سأوضحها في مقالٍ لاحق إن شاء الله.
يتبع