ليس هناك أي مبرر لعقوق الوالدين ( سؤال وجواب )
12 يوليو، 2025
قضايا شرعية

بقلم : أ د / مختار مرزوق عبدالرحيم
أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط
سألني أحد أبنائي من أئمة المساجد عن القصة المشهورة عن عمر بن الخطاب حين جاءه رجل يشكو أليه عقوق ولده له، فقال الولد أليس للولد حقوق على أبيه ؟ قال عمر بلى قال : فما هي يا أمير المؤمنين ؟
قال : أن ينتقي أمه ، ويحسن اسمه ويعلمه القرآن
فقال الولد : يا أمير المؤمنين أن أبي لم يفعل شيئا من ذلك ، أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي ، وقد سماني جعلا أي خنفساء ، ولم يعلمني من القرآن حرفا .
فالتفت عمر إلى الرجل وقال له : جئت تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك
(( الجواب ))
هذه القصة غير صحيحة لما يلي : .
( 1 ) هذه القصة لم ترد في كتب السنة ولا التاريخ بسند يعتمد عليه – بعد طول بحث – وعلى هذا فليس لها أصل رغم شهرتها على الألسنة
( 2 ) قرأت في بعض المواقع المتعلقة بالسنة المشرفة أنه لا أصل لهذه القصة وأنها وردت في كتاب تربية الأولاد في الإسلام للإستاذ عبد الله ناصح علوان وقد نقلها عن الغزالي والظاهر أنها أي القصة غير صحيحة
( 3 ) ( نقد القصة من ناحية المتن ) في هذه القصة تشجيع من طرف خفي لكل من تسول له نفسه أن يعق والديه بحجة أنهما أساءا إليه فلا شيء في عقوقهما
وهذا أمر في غاية الخطورة ولا يمكن أن يوافق عليه سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه
( 4 ) القرآن الكريم واضح في هذه القضية أنه يجب مصاحبة الوالدين بالمعروف حتى وإن كانا على غير الإسلام قال تعالى ( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ) وهذا الأمر يعد من محاسن الإسلام
( 5 ) ورد في حديث ضعيف جدا قوله صلى الله عليه وسلم ( حق الولد على والده أن يحسن اسمه ويعلمه الكتاب ويزوجه إن أدرك )
ذكره أبونعيم في الحلية وورد في كنز العمال ولكنه ضعيف جدا انظر الضعيفة رقم 3494
( 6 ) كل هذا لا ينفي أن الأباء مسؤولون عن تربية أبنائهم لقوله صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) رواه البخاري وغيره
تنبيه
شيروا تلك الإجابة الهامة حتى يحذر الناس من روايتها ..