بقلم الدكتور : فارس أبوحبيب
إمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف المصرية
إذا أردت السلامة لنفسك… فاطلبها في سلامة غيرك منك!
من أعظم الأخلاق التي دلّنا عليها النبي ﷺ:
“من حُسن إسلام المرء تركُه ما لا يعنيه” (رواه الترمذي)
فالإسلامُ ليس فقط صلاةً وصيامًا، بل أخلاقٌ راقية، وحدودٌ واضحة، واحترامٌ لخصوصيات الناس وحرماتهم.
زمن التكنولوجيا… وغياب الخصوصية!:
مع التطور الرقمي السريع، صار التطفل على حياة الآخرين بكبسة زر!
* اختراق حسابات
* تصوير دون إذن
* اقتحام أسرار
* تتبع منشورات خاصة
* بل أصبح بعض الناس يتلذذ بانتهاك خصوصيات الغير وكأنه “فضول إلكتروني مباح”!
لكنّ هذا خُلقٌ دنيء، يدمّر القلوب والعلاقات، ويهدم الثقة بين الناس، ويُعرّضك لسخط الله ومقته.
تحذيرات شرعية وأخلاقية:
* قال الله تعالى: “وَلَا تَجَسَّسُوا” [الحجرات: 12]
* وقال النبي ﷺ: “يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم…” (رواه أبو داود)
هذه التوجيهات ليست فقط للمجتمع القديم، بل أشد ما نحتاجها اليوم في زمن الكاميرات والمراسلات، حيث انتهاك الخصوصية صار “أداة تسلية”!
كيف نُطبّق هذا الخُلق في حياتنا؟ (توصيات عملية):
١- اجعل لنفسك خطًا أحمر:
لا تفتح رسالة ليست لك، لا تُمسك هاتفًا لا يخصك، لا تبحث في ماضي أحد، ولا تفتّش في منشوراته القديمة.
٢- امسح من هاتفك أي محادثة أو صورة لا يحق لك الاحتفاظ بها:
احترامك لأسرار الآخرين دليل على طهارة قلبك وصدق إيمانك.
٣- علّم أبناءك وبناتك احترام الخصوصية الرقمية:
كل حساب هو حرمٌ خاص، وكل هاتف هو بيتٌ مغلق، لا يجوز اقتحامه!
٤- احذر الشير السريع!:
لا تشارك منشورًا فيه فضيحة أو فضول أو صورًا شخصية أو أسرارًا لم تُؤتمن عليها، حتى لو كانت مُتاحة للعموم.
٥- لا تكن فضوليًا باسم “الاهتمام”:
لا تسأل:
“هو ليه انفصل؟”
أو “ليه ما اتجوزتش؟”
أو “بيشتغل بكام؟”