يخرجهم من الظلمات إلى النور ( المرأة أنموذجا )


بقلم فضيلة الدكتور الشيخ: عبدالرحمن شريف رضوان
إمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف المصرية 

لن ندرك قيمةَ النورِ حتى نعرفَ كنهَ وحجمَ الظلامِ الذي كانت تحياهُ الأرضُ قبيلَ مجيءِالإسلامِ

ومن الظلامِ الذي كانتْ تتخبطُ فيهِ الأرضُ خبطَ عشواء نظرةُ الحضارات التي كانت تسبقُ الإسلامَمباشرةً للمرأة؛ إذ وصلت لحالةٍ يندى لها الجبين،وتسكبُ من أجلها العبرات.

فحضارةُ الفرس كانت تعتقد أن المرأةَ عبدٌ عند الرجل، وإذا قتلها الرجل وهو غضبان لا يعاقبه القانون.

وأما حضارة الإغريق، والتي يتشدق بها الغرب الآن،وأنها المثال الذي ينبغي أن تبنى الحضارات على منواله، فقد كانوا يعتقدون أن وجودَ المرأةِ هو أصلُ ومنشأ الأزمات والانهيارات في العالم كله، متخيل !

أنا أعجب كثيرا لأفلاطون وأرسطو وسقراط ، كيف ارتضوا بهذا في المدينة الفاضلة؟ إن هذا لشيء عجاب !!

وأما حضارة الهند ، فكانوا يعدون المرأة جزءًا من أملاك الرجل،وقد يخسرها وهو يلعب القمار.

وأما اليهود ، فاعتقدوانجاسة المرأة الحسية.

وأما العرب قبيل الإسلام ، فليس أدل على الجهل الذي كانت تحياه من كلمة الجاهلية التي اشتقت لهم، لقد كانوا يدفنونهن أحياء، وإذا مات الرجل صارت المرأة جزءًا من ميراثه وممتلكاته. وحكى لنا القرآن طرفا من حياتهم في هذا الشأن:”وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِٱلۡأُنثَىٰ ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدّا وَهُوَ كَظِیم” النحل58

فلما جاء النور- نور الإسلام –أعطى المرأةَ مكانة سامقة لم تكن تحلم بها في يوم من الأيام فضلا من أن تبلغها؛ فلقد جعل الإسلام الإحسان إلى المرأة في جميع حالاتها الخمسة أحد أسباب النجاة في الدنيا والآخرة .

أما المرأة أما، فلقد جاء رجل وقال:” يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجْهَ اللَّهِ والدّارَ الآخرة،َ فقالَ ويحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ؟ قُلتُ:  نعَم. قالَ: ارجَع فبِرَّها. ثمَّ أتيتُهُ منَ الجانبِ الآخَرِ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجهَ اللَّهِ والدّارَ الآخرَةَ. قالَ وَيحَكَ ! أحيَّةٌ أمُّكَ؟ قلتُ: نعَم يا رسولَ اللَّهِ! قالَ فارجِع إليْها فبِرَّها. ثمَّ أتيتُهُ من أمامِهِ، فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ! إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجْهَ اللَّهِ والدّارَ الآخرةَ, قالَ: ويحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ؟ قُلتُ: نعَم يا رَسولَ اللَّهِ! قالَﷺ: ويحَكَ الزَم رِجلَها فثمَّ الجنَّةُ.

وأما المرأة أختا، فلقد قال ﷺ:”مَن كان له ثلاثُ بناتٍ أو ثلاثُ أخَواتٍ أو ابنتانِ أو أُختانِ فأحسَن صُحبتَهنَّ واتَّقى اللهَ فيهنَّ دخَل الجنَّةَ”.  أخرجه ابن حبان.

وأما المرأة بنتا، فلقد قال ﷺ: مَن عالَ جارِيَتَيْنِ حتّى تَبْلُغا، جاءَ يَومَ القِيامَةِ أنا وهوكهاتين، وضَمَّ أصابِعَهُ”. أخرجه مسلم.

وأما المرأة زوجة فلقد قال ﷺ: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي. وقال صلى الله عليه وسلم: أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم. رواه الترمذي.

بل جعل الإسلام الإحسانَ إلى المرأة عامة – وإن لم تربطك بها صلة- من أشرف أنواع العبادة؛ حيث يقول سيد الناس ﷺ: السّاعِي على الأرْمَلَةِ والمِسْكِينِ، كالْمُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ، أوِ القائِمِ اللَّيْلَ الصّائِمِ النَّهارَ”. أخرجه البخاري.

هذا، ومن الدعوات التي يصدرها أصحاب الحركات النسوية والفيمينست ويروجها أيضا أتباع كل ناعقبين الفينة والأخرى دعوةُ أن الإسلام قد ظلم المرأة حين أعطاها نصف ميراث الرجل.

ولا يخفى ما وراء هذه الدعوة المشبوهة من هدف غير نبيل بالمرة، ولا يخفى على ذي عقل، فهدفها واضح وضوح الشمس ساعة الظهيرة،ألا وهو خراب البيت المسلم، وتمرد النساء على الرجال.

وحجتهم قول ربنا:لِلذَّكَرِ مِثۡلُ حَظِّ ٱلۡأُنثَیَیۡنِۚ” النساء: 11

والحق يقال إن هذه الدعوة باطلة، وحجتهم داحضة؛ لأنها منقوصة مقطوعة من سياقها.

فلقد تعلمنا في علم الميراث أن هناك أكثر من ثلاثين حالة ميراث تجمع بين الرجل والمرأة .

العجيب أن المرأة ترث نصف الرجل في خمس حالات فقط.
العجيب أكثر أن المرأة ترث مثل الرجل في إحدى عشرة حالة .
العجيب الأكثر أن المرأة ترث أكثر من الرجل في أربع عشرة حالة.
أما الأكثر عجبا أن المرأة ترث ولا يرث الرجل في خمس حالات .

فكيف نسوي بينهم؟!
إن المساواة في هذه الحالات الآنفة ظلم بين للمرأة.

ثم إن الإسلامله فلسفة وحكمة عجيبة في توزيع الفروض المقدرة كما جاءت في كتاب الله.

منها مثلا: إن المرأة التي تأخذ نصف الرجل حين تتزوج سينفق عليها زوجها، وأما الرجل الذي أخذ الضعف،فإنه حين يتزوجسينفق على أخرى، فسبحان الله ! توازن عجيب من العليم الحكيم الذي أحاط بكل شيء علما، والذي حين ختم آيات المواريث قال: يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم.

فهل ظلم الإسلام المرأة؟!

كلا والله!

إن الإسلام برئ منهم ومن دعواتهم المشبوهة براءة الذئب من دم بن يعقوب .

 

اترك تعليقاً