سلسلة الاعجاز الطبى في القرآن الكريم والسنة إعداد الاستاذ الدكتور عبد الحميد محمد صديق استشارى الجراحة العامة
يعتبر مسحوق الكركم الذي يشاع استخدامه في مخبوزات الأعياد من أكثر الأعشاب الطبية استخداما في علاج عدد من الأمراض مثل الربو والكحة والسكرى والروماتيزم، وعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي وارتفاع ضغط الدم وضعف النظر والضعف الجنسي، كما أن له تأثيرا فى خفض حرارة الجسم المرتفعة ويعمل مضاداً للحساسية ومدراً للبول، كذلك يعد مضاداً للأمراض البكتيرية والطفيلية والبروتوزوا والفيروسات، خاصة فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي (سي) وكمقوى عام للجسم.
هذا ما أكدته الأبحاث المسحية بالإضافة إلى دوره في عمليات أخرى مثل القضاء على الرشح، وضيق التنفس، والمساعدة على الهضم.
ويعد الكركم مادة فعالة ضد الالتهابات قد تفوق تأثير الكورتيزون ولذلك يستخدم لعلاج الالتهابات والآلام الروماتيزمية المختلفة، ليس هذا فحسب بل اكتشف حديثاً أن الكركم يزيد من كفاءة ونشاط الجهاز المناعي داخل الجسم، مما يزيد من مقاومته للأمراض والقضاء عليها، لذلك يضعه بعض المتمرسين ضمن الأغذية العشرة الأولى ذات الأهمية الكبرى لصحة الانسان فمن الناحية الغذائية يحتوى على مضاد للأكسدة حيث توجد به مادة (الكركيومين) التي تربط الجذور الحرة (Free Radicals) التي لها علاقة بالأمراض خاصة أمراض القلب والشيخوخة والسرطان.
وأكدت دراسة حديثة أجريت بقسم الطب الشرعي والسموم بكلية الطب البيطري بجامعة الإسكندرية، أن للكركم قدرة على منع انتشار الأورام السرطانية، مؤكدة بدراسة أجريت على فئران التجارب واستخلص منها أن استخدام مسحوق الكركم بنسبة عالية تقدر بنحو (۱۰ – ۲۰ ) ، فى الغذاء أدى الى زيادة معدل نشاط الإنزيمات المضادة لأكسدة الدهون مثل : (الجلوتاثيون اس ترانسفيريز، والجلوتاثيون بیرواكسيديز ، والجلوتاثيون المختزل)، وانخفاض مستوى أكسدة الدهون فى أعضاء الجسم المختلفة مثل الكبد والكلى والرئتين والمخ
كما أن الكميات والجرعات المستخدمة ليس لها أي تأثير سام في الجسم وإنما أدت إلى طرد السموم منه مما يعزز الاستخدام الأمن لمسحوق الكركم والدور الواقي له فى منع الإصابة بالأورام السرطانية وإيقاف خطر حدوثها المبكر، خاصة أورام الجهاز الهضمي والبروستاتا والقولون والصدر والرحم والثدي والجلد.
كما تشير الدراسة إلى تأكيد هذه الفاعلية من خلال دراسات أخرى، أجريت بالهند وأكدت فاعلية الكركم فى علاج القرح، حيث وجد أن تناول ٢٥٠ ملليجرام) من مسحوق الكركم ثلاث مرات يومياً أو استعمال جرامين) من المسحوق مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم بين الوجبات يشفى من القرحة، ولعلاج الهالات السوداء وعلامات الشيخوخة يمكن استخدام مسحوق الكركم بالدهان مرتين يومياً صباحاً ومساءاً، فضلاً عن كون الكركم مضاداً قوياً للفيروسات وللالتهابات والسرطان فإنه يتمتع بخصائص خافضة للكوليسترول، فينصح العلماء به لعلاج مرضى التهاب الكبد الوبائي (سي) أيضاً.
كما أظهرت الدراسة أن الكركم أعظم فاعلية من خلاصة الشاي الأخضر في تثبيط التلف الفيروسي لخلايا الكبد، وذلك بعد أن ثبتت قدرته على تحفيز الانتحار الذاتي المبرمج للخلايا السرطانية، كذلك توصل الباحثون بعد دراسة العناصر الطبيعية التي تشجع الانتحار الذاتي للخلايا الخبيثة وتطويرها كجيل جديد من أدوية السرطان مثل: السلينيوم وفيتامين (أ) والشاي الأخضر وفيتامين (د ٣) } الى مادة كركيومين، وهو خلاصة مضادة للأكسدة مستخلص من بهار الكركم ذي الخصائص الصحية المتميزة هي الأكثر فاعلية إذ أظهرت قدرة فريدة على تقليص الخلايا وتكسير المادة الوراثية (DNA) وإعاقة برمجة الإشارات الخلوية وهذه المظاهر جميعها تشير إلى عملية الانتحار الذاتي.
ويرى الباحثون في الدراسة التي نشرتها مجلة التغذية والسرطان الدولية، أن على مرضى السرطان أن يتعاطوا ما بين (٢ و ٤ جرامات) من خلاصة كركيومين مع وجبة غنية بالمغذيات، حيث تعمل هذه المادة على تجديد وظائف الكبد وحمايته من الأمراض التي تصيبه.