محبة الإمام على تجاه زوجته السيدة فاطمة الزهراء عليهما السلام
3 نوفمبر، 2025
مدرسة النبوة

بقلم الكاتب والباحث الدكتور: عبد الكريم فتاح أمين
لقد رسخت محبة فاطمة الزهراء- عليها السلام – في أعماق زوجها الإمام علي بن ابي طالب – كرم الله وجهه – بحيث ما سمعنا زوج بحب زوجته مثله سوى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، دوماً في صدد إرضاء قلبها المبارك
انظر إلى ذلك القول الذي صدر من فمه رضي الله عنه تجاه زوجته سيدة فاطمة أم أهل البيت – رضوان الله عليها وعليهم { كلما نظرتُ إلى فاطمة، زالت أحزاني، وما رأيتها يومًا إلا وذهب الهم الذي كان في قلبى. كما عبّر عن حبه بتعابيره المؤدبة مثل عدم مناداتها باسمها المباشر، وأنه ما أغضبها قط ولا آذته}
وتظهر المحبة والمودة من أعماق سيدنا الإمام علي بن ابي طالب أسد الله نحو زوجته في الأبيات التالية:
حظيت يا عود الأراك بثغرها
أما خفت يا عود الأراك أراكا
لو كنت من أهل القتال قتلتك
ما فاز مني يا سواك سواكا(١)
يبدو لنا من تلك النصوص الشاملة على عدة اقوال وأبيات وأحاديث لفاطمة الزهراء البتول رضي الله عنها خصوصيات عظيمة وكثيرة لا يملكها غيرها، ومن اعجب ما سمعنا حول السيدة امنا وجدتنا فاطمة الزهراء البتول رضي الله عنها الموضوع الذي يشير اليها الحديث:
عن الْمِسْوَر بْنَ مَخْرَمَةَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ ، وَعِنْدَهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .فَلَمَّا سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ لَهُ : إِنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ ، وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحًا ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ : ( أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ فَحَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي ، وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي ، وإِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا ، وَإِنَّهَا وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَبَدًا ) قَالَ : فَتَرَكَ عَلِيٌّ الْخِطْبَةَ . رواه البخاري (3110) ، ومسلم (2449) .
وإن كان الحديث يعلق عدم جواز التزوج بزوجة أخرى بحالة معينة ولم يكن مطلقا ولكن الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه لم يتزوج بأخرى قاطبة في حياة سيدة فاطمة عليها وعلى أبنائها وبناتها وزرياتها السلام
______
في ( الأراك أراكا) جناس وكذلك في سواك سواك) جناس وهو موضوع شاسع في علم البلاغة.