مِنْ رَسَائِلِ الشَيْخِ برهان الدين أبو الإخلاص رَضِيَ اللهُ عَنْه
						
	
		
	30 أكتوبر، 2025	
	منهج الصوفية
	
	
			
				
					
					
					

من ديوان أهل الذكر لسيدي برهان الدين أبو الإخلاص رضي الله عنه
يقدمها لكم : الشيخ السيد محمد البلبوشي
خويدم الطريقة الإخلاصية – خطيب بوزارة الأوقاف
 
 
 
 
 
 
 
إِلي إخواننا فِي اللهِ وأحبائِنا كَافَّةَ حفِظَكُمْ اللهُ وَسَلامٌ عَلَيكُمْ وَرَحْمَة اللهِ تَعَالِى .
أَمَا بَعْدَ فَأُحِبُّكُمْ – أَحَبَّكُمْ اللهُ وَرَسُولُهُ – وَأَنْ تَقُومُوا بِالْوَظَائِفِ الدِّينِيَّةِ الْقلبِيَّةِ والقَالِبيَّةِ فَفِيهَا السّعّادةُ الأُخْرَويَّة وَالرَّاحَة الأبدية فَمِنَ الْوَظَائِفِ النُّطْقُ بِالشّهادَتَيْنِ مَعَ اعْتِقادِ مَعنَاهُمَا الَّذِي هُوَ ثُبُوتُ الْوَحْدَانِيَّةِ للهِ ذَاتاً وَصِفَةً وَفِعلَاً ، وَثُبُوتُ رِسَالَةِ مَولَانَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ مَعَ تَصْدِيقِهِ فِيمَا جَاءَ بِهِ عنِ اللهِ ،
وَاتِّبَاعِ أوامِرِهِ وَاجْتِنَابِ نَوَاهِيِهِ , فَمِنْهَا وَهُوَ أهمُّها 
الشّهادَتَانِ وأداءُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِي أَوقاتِهَا الْمُعَيَّنَةِ لَهَا مَعَ إيقاعِها فِي الْجَمَاعَةِ ، والإتيانُ بِجَمِيعِ شُرُوطِهَا مِنَ الطَّهَارَةِ الْكُبْرَى وَالصُّغْرَى ، واستقبالُ الْقِبْلَةِ ، وَسَتْرُ الْعَورَةِ ، وإتقانُ الْوُضُوءِ بإتقانِ الاستبراءِ الَّذِي هُوَ اسْتِفْرَاغُ مَا فِي الْمَحَلَّينِ مِنَ الأذَى , وَمَعَ الاستِجْمَارِ بالأحجارِ إِن أَمْكَنَ ، وَ الْغُسْلُ بِالْمَاءِ بَعْدَهُ والإتْيَانُ بِجَمِيعِ الْفَرَائِضِ وَالسُّنَنِ وَالْمُسْتَحَبَّاتِ،, وَلابُدَّ مَعَ هذا مِنَ المُحافظَةِ عَلَى النَّوَافِلِ كَالْوِتْرِ وَالرَّوَاتِبِ القَبْلِيةِ والبَعدِيَّةِ وَمِنْهَا الزَّكاةُ فَأُدُّوهَا إنْ وَجَبَتْ عَلَيكُمْ وَلابُدَّ فَإنَّهَا طَهَارَةٌ وَبَرَكَةٌ وَسَبَبٌ لِلْغِنى ،
واحفظوا مَعَ هَذَا جوارِحَكُمْ التى هى الأُذُنُ وَالْعَينُ وَاللِّسَانُ وَالْبَطْنُ وَالْيَدُ وَالْفَرْجُ وَالرِّجْلُ مِنَ الْمَنْهِيَّاتِ , فَلَا تَسْمَعُوا إلا الْوَعْظَ وَالذِّكْرَ والأمرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهىَ عَنِ الْمُنْكَرِ , وَلَا تَنَظرُوا الى مالا يَحِلُ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ والأمتعةِ ,
واحْفَظُوا ألسِنَتَكُم مِنَ الْكَذِبِ والغِيبةِ والنميمةِ وَالزُّورِ والبُهتَانِ ، وَ أيدِيَكُمْ مِنْ إذايةِ النَّاسِ فى أبدانِهمِ وأمَوالهم وَبُطونَكم مِنَ الْحَرامِ , وَفَرُوجَكم مِنْ مُمَاسَّةِ مَا لَا يَحِلُ لَكُمْ , وَأرْجُلَكُمْ مِنَ المَـشـْىِ فى غَيْرِ طاعةِ اللهِ وَقَلُوبَكُمْ مِنْ الْعُجْبِ وَالْكِبْرِ والرياءِ وَالْحَسَدِ ، وَالْبُغْضِ وَالْغِلِّ وَالْحِقدِ وَالْغِشِّ و الخَدِيعَةِ والمُدَاهَنَةِ , وَحُبِّ الريَاسَةِ والتَّقَدُّمّ وَحُبِّ الْمَدْحِ وَخَوْفِ الذَّمِّ وَالْاهْتِمَامِ بِالرِّزْقِ وَالْخَوفِ مِنَ الْخَلْقِ ،
وَتَفَكَّرُوا فى مَصْنُوعَاتِ اللهِ , واستحضِـروا اطِّلاعَهُ عَلَيكُمْ فى جَمِيعِ الْحَالَاتِ ، ولا تستعظِموا هَذَا فَإنَّهُ سَهْلٌ إنِ اسْتَعَنْتُم عَلَيهِ بِاللهِ، ثُمَّ الْمُؤَكَّدُ بِهِ عَلَيكُمْ الْاجْتِمَاعُ لِذِكْرِ اللهِ فى وَقَتَ فَرَاغِكُمْ مِنَ الأشْغَالِ ، وخُصُوصَاً فِيمَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَ الْعِشَاءِ , وَفِيمَا بَيْنَ صَلاةِ الصُّبْحِ وَطُلُوعِ الشَّمْسِ ففى ذِكْرِ اللهِ فى هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ مِنَ الْفَضْلِ وَالثَّوابِ شيءٌ عَظِيمٌ
وَتَزَاوَرُوا فى اللهِ , وَتَحَابُّوا فِيه , وَوَاسُوْا مُحْتَاجَكُمْ , وَصِلُوا أرحَامَكُم، وَعَودُوا مَرْضَاكُمْ , وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبِرِ ، وَاحْتَمَلُوا أذى مَنْ آذَاكم , وَلَا تُجَالِسُوا مَنْ يَقْطَعُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَلَا تُخَالِطُوهُ ، فَإنَّه يُمِيتُ قُلُوبَكُمْ وَفَى مَوْتِهَا فَسَادُ الدِّينِ ، وَضَعْفُ الْيَقِينِ , وَفى ذِكْرِ اللهِ ذِكْرُهُ وَرِضَاهُ وَمُجَالَسَتُهُ وطُمَأنِينَةُ الْقَلبِ ، وَفَى الْاجْتِمَاعِ عَلَيه رِياضُ الجَنَّةِ وغِشْيَانُ الرَّحْمَةِ وَنُزُولُ السَّكِينَةِ وحُفُوفُ الملَائكةِ حَسْبَما وَرَدَتْ بِهِ الأخبارُ وَصَحَّتْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم الآثارُ , وإيّاكم وَالْإِنْصَاتَ لَمِنْ يَصُدُّكُمْ أو يَلُومُكُمْ فَإنَّهُ شَيْطَانٌ مَارِدٌ , وَمَطْرُودٌ شَارِدٌ , وَلَا تُسيئوا لِأَحَدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ ، وَلَا تَخَافُوهُ وَلَا تَرْجُوهُ ، فَإنَّ الأمورَ كُلَّهَا بَيْدِ اللهِ لايملِكُ أحَدٌ لأَحَدٍ مِنْهَا ضَرَّاً وَلَا نَفْعَاً وَلَا خَفْضَاً وَلَا رَفْعَاً , وَصُونُوا قُلُوبَكُمْ مِنَ الطَّمَعِ فى الْخَلْقِ , فَإنَّهُ الْفَقْرُ الْحاضِرُ وَالذُّلُّ الظّاهِرُ واعلموا أنَّكُم إن فَعَلْتُم هَذَا ثَبَتَتْ خُصُوصِيَّتُكُمْ وَنِلْتُم مَطْلُوبَكُمْ مِن رَبِّكُمْ أعانَكُمُ اللهُ وَقَوَّاكُمْ وَمِنْ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ حَفِظَكُمْ ووقَاكُم وَالسَّلامُ .