سر الجمال في المنهج الأزهري ( حبٌّ – وأدبٌ )

بقلم الشيخ : محمود البردويلي المالكي

نحن معاشرَ أبناء الأزهر الشريف نختلف عن الوهابية (السلفية المعاصرة) في أمرين عظيمين: الأدب و الحب.

(أ) الأدب

1️⃣ الأدب مع الله تعالى:

تراهم في الألفاظ المضافة إلى الله، كاليد والعين والوجه، يحملونها على ظاهرها، وإن أوهم ذلك التشبيه والتجسيم، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.

2️⃣ الأدب مع رسول الله ﷺ:

يجعلونه — والعياذ بالله — كأنَّه ساعي بريدٍ جاء برسالة محددة في زمنٍ معين، ثم انقطعت الصلة بينه وبين أمته بعد وفاته.

3️⃣ الأدب مع الصحابة وآل بيت رسول الله ﷺ:

تسمع الواحدَ منهم يقول: “أخطأ ابن عمر”، أو “لو أن أبا بكرٍ كان أشعريًّا ما اتبعتُه”، أو يقول آخر: “اعمل كالحسين تكن مثله!”، في عباراتٍ لا تليق بمقام أولئك الأعلام.

4️⃣ الأدب مع الأولياء والعلماء:

يسيئون الظنَّ بأولياء الله ويتهمونهم باتهاماتٍ باطلة، ويقولون: “هم رجال ونحن رجال”، أو يقدِّمون “صححه الألباني” على “رواه البخاري”!

5️⃣ الأدب مع العلم:

يتعاملون مع العلم كأنه معلوماتٌ متناثرة، لا تُضبط بأصولٍ ولا تُقاس بضوابط، فيستدرك أحدهم على أئمةٍ أفنوا أعمارهم في العلم بفهمٍ سطحيٍّ وآراءٍ ارتجالية.

(ب) الحب

وأما الحب، فدينهم ماديٌّ لا روح فيه؛ لا يعترفون بعالَم الروح، ولا بما يقع فيه من مكاشفاتٍ وإلهامات، ويتهمون ذلك بالخرافة.

 

ينكرون ما ظهر على أيدي الأكابر من كراماتٍ وخوارقٍ للعادات — وهي محضُ فضلٍ من الله لبعض عباده — لا لشيءٍ إلا لأنهم لم يذوقوا منها شيئًا، أو لأن عقولهم لا تحتملها.

الخلاصة

دينُنا جمع بين المظهر والجوهر، والظاهر والباطن، فكان أكملَ وأجمل.

ولذا قال سادتنا الصوفية:

 «خلاصة الأمر عندنا حبٌّ وأدبٌ، وصولٌ بلا تعب»