هارون الرشيد والأعرابى ونبوغ آهل بيت النبي ﷺ فى العلم
16 أكتوبر، 2025
بستان الصحابة

من ديوان أهل الذكر لسيدي برهان الدين أبو الإخلاص رضي الله عنه
يقدمها لكم : الشيخ السيد محمد البلبوشي
خويدم الطريقة الإخلاصية – خطيب بوزارة الأوقاف
رُوِىَ أَنَّه لَمَّا دَخَلَ هارونُ الرَّشيدُ حَرَمَ مَكّةَ ابْتَدَأَ بِالطّوافِ وَمَنْعَ النَّاسَ مِنَ الطّوافِ فَسَبَقَهُ أعرَابِىُّ وَجَعَلَ يَطُوفُ مَعَهُ ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْتَفَتَ إِلَى حاجِبِهِ كَالْمُنْكِرِ عَلَيهِ، فَقَالَ الْحاجِبُ : (يا أعرابىُّ خَلِّ الطّوافَ لِيَطُوفَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ )، فَقَالَ الأعرابىُّ : ( إِنَّ اللهَ قَدْ سَاوَى بَيْنَ الأنامِ فى هَذَا الْمَقَامِ وَالْبَيْتِ الْحَرامِ ،
فَقَالَ تَعَالَى : ﴿ سَوَاءٌ الْعَاكِفُ فِيهِ وَالبَادِ ، وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ )، فَلَمَّا سَمِعَ الرَّشيدُ ذَلِكَ مِنَ الأعرابى أَمَرَ حاجِبَهُ بِالْكَفِّ عَنْهُ ثُمَّ جَاءَ الرَّشيدُ إِلَى الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ لِيَسْتَلِمَهُ فَسَبَقَهُ الأعرابىُّ فَاسْتَلَمَهُ ، ثُمَّ أَتَى إِلَى الْمَقَامِ لِيُصْلِّىَ فِيهِ فَسَبَقَهُ الأعرابىُّ فَصَلَّى فِيهِ ، فَلَمَّا فَرَغَ الرَّشيدُ مِنْ صِلَاتِهِ وَطَوَافِهِ قَالَ لِلْحاجِبِ : (ائْتِنِى بِالأعرَابىِّ) فَأَتَى الْحاجِبُ الأعرابىَّ وَقَالَ لَهُ: (أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ)، فَقَالَ: (مَا لِى إِلَيهِ حاجَةٌ إِنْ كَانَتْ لَهُ حاجَةٌ فَهُوَ أَحَقُّ بِالْقِيَامِ عَلَيهَا) ، فَانْصَرَفَ الْحاجِبُ مُغْضَبَاً ثُمَّ قَصَّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَديثَهُ ، فَقَالَ: (صَدَقَ ، نَحْنُ أَحَقُّ بِالْقِيَامِ والسَّعىِ إِلَيهِ) ، ثُمَّ نَهَضَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْحاجِبُ بَيْنَ يَدَيهِ حَتَّى وَقَفَ بِإزَاءِ الأعرابىّ وَسَلَّمَ عَلَيهِ، فَرَدَّ عَلَيهِ السَّلامَ ، فَقَالَ لَهُ الرَّشيدُ : ( ياأخَا الْعَرَبِ أَأَجْلِسُ هَهُنَا بِأمرِكَ ؟ )
فَقَالَ لَهُ الأعرَابِىُّ :
(لَيْسَ الْبَيْتُ بيتى وَلَا الْحَرَمُ حرمى الْبَيْتُ بَيْتُ اللّهِ وَالْحَرَمُ حَرَمُ اللَّهِ، وَكُلُّنَا فِيهِ سَواءٌ إِنْ شِئْتَ تَجْلِس ، وَإِنْ شِئْتَ تَنْصَرِف )، قَالَ : فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَى الرَّشيدِ حَيْثُ سَمِعَ مَا لَمْ يَخْطُرْ فى آذانهِ ، وَمَا ظَنَّ أَحَدَاً يُوَاجِهُهُ بِمِثْلِ ذَلِكَ فَجَلَسَ إِلَى جَانِبِهِ
وَقَالَ لَهُ : ( ياأعرابىُّ أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ فَرْضِكَ فَإِنْ قُمْتَ بِهِ فَأَنْتَ بِغَيْرِهِ أَقْوَمُ ، وَإِنْ عَجَزْتَ عَنْهُ فَأَنْتَ بِغَيْرِهِ أَعْجَزُ) ، فَقَالَ لَهُ الأعرابى : (سُؤَالُكَ هَذَا سُؤَالُ مُتَعَلِّمٍ أَوْ سُؤَالُ مُتَعَنِّتٍ ؟)
قَالَ : فَعَجِبَ الرَّشيدُ مِنْ سُرْعَةِ جَوابِهِ وَقَالَ : (بَلْ سُؤَالُ مُتَعَلِّمٍ) ، فَقَالَ الأعرابى : (قُمْ وَاجْلِسْ مَقَامَ السَّائِلِ مِنَ المَسئولِ) ، قَالَ: فَقَامَ الرَّشيدُ وَجَثَا عَلَى رُكبتيْهِ بَيْنَ يَدَىِ الأعرابىّ ، فَقَالَ لَهُ : (قَدْ جَلَسْتَ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ) ، قَالَ : (أخبِرْنِى بِمَا فَرَضَهُ اللهَ عَلَيكَ ؟) فَقَالَ 🙁 تسألُنى عَنْ أىّ فَرْضٍ أَعَنْ فَرْضٍ وَاحِدٍ أَمْ عَنْ خَمْسَةِ فُرُوضٍ ، أَمْ عَنْ سَبْعَةَ عَشَرَ فَرْضاً ، أَمْ عَنْ أربعةٍ وَثَلاثِينَ فَرْضاً ، أَمْ عَنْ أَربعَةٍ وَتِسْعِينَ فَرْضاً ، أَمْ عَنْ وَاحِدَةٍ مِنْ أَربعِينَ أَمْ عَنْ وَاحِدَةٍ طُولَ الْعُمْرِ ، أَمْ عَنْ خَمْسَةٍ مِنْ مِائَتَيْنِ )،
قَالَ: فَضَحِكَ الرَّشيدُ مُسْتَهْزِئَاً ثُمَّ قَالَ 🙁 سَأَلْتُكَ عَنْ فَرْضٍ فأتيتنى بِحسابِ الدَّهْرِ) ، قَالَ : (ياهارونُ لَوْلَا الدِّينُ حِسَابٌ لَمَا آخَذَ اللهُ الْخَلائِقَ بِالْحسابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ تَعَالَى : ﴿ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئَاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حاسِبِينَ ﴾ )، قَالَ: فَظَهَرَ الْغَضَبُ فى وَجِهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَتَغَيّرَ مِنْ حالٍ إِلَى حال ، قَالَ لَهُ : (يا هارونُ) وَلَمْ يَقُلْ لَهُ يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَبَلَغَ مِنْهُ ذَلِكَ مَبْلَغَاً شَدِيدَاً غَيْرَ أَنَّ اللهَ عَصَمَهُ مِنْ ذَلِكَ الْغَضَبِ ، وَرَجَعَ إِلَى عَقْلِهِ لَمَّا عَلمَ أَنَّ اللهَ هُوَ الذى أَنْطَقَهُ بِذَلِكَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ الرَّشيدُ : (وَتُرْبَةِ آبائِى وأجدادِى إِنْ لَمْ تُفَسّرْ لى مَا قُلْتَ وَإلّا أَمَرْتُ بِضَـرْبِ عُنُقِكَ بَيْنَ الصفا وَالْمروَةَ) ، فَقَالَ الْحاجِبُ : (ياأميرَ الْمُؤْمِنِينَ اعْفُ عَنْهُ وَهَبْهُ للهِ تَعَالَى ، لِأَجْلِ هَذَا الْمَقَامِ الشَّرِيفِ) ، قَالَ: فَضَحِكَ الأعرابىُّ مِنْ قَوْلِهِمَا حَتَّى اسْتَلْقَى عَلَى قَفَاهُ ، فَقَالَ لَهُ الرَّشيدُ : (مِمَّ تَضْحَكُ ؟) قَالَ : (عَجَبَاً مِنْكُمَا فَإِنَّ أَحَدَكُمَا يَستَوهِبُ أَجَلاً قَدْ حَضَرَ ، والآخَرُ يَسْتَعْجِلُ أَجَلاً لَمْ يَحْضُـرْ )، فَلَمَّا سَمِعَ الرَّشيدُ مَا سَمِعَ مِنْهُ هَانَتْ عَلَيه الدّنيا ، ثُمَّ قَالَ : (سَأَلْتُكَ بِاللهِ إلّا مَا فَسَّـرْتَ لى مَا قُلْتَ فَقَدْ تَشَوَّقَتْ نَفسِى إِلَى شَرْحِهِ) فَقَالَ الأعرابىّ : (أَمَّا سُؤالُكَ عَنْ فَرْضِ اللهِ عَلَىَّ فَقَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَىَّ فُرُوضَاً كَثِيرَةً فَقَوْلِى لَكَ عَنْ فَرْضٍ وَاحِدٍ فَهُوَ دِينُ الْإِسْلَامِ، وَأَمَّا قَوْلِى لَكَ عَنْ خَمْسَةِ فُرُوضٍ فهى الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ . وَأَمَّا قَوْلى لَكَ عَنْ سَبْعَةَ عَشَرَ فهى سَبْعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً فى الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ، وَأَمَّا قَوْلى لَكَ عَنْ أَربعَةٍ وَثَلاثِينَ فهى السَّجْدَاتُ ، وَأَمَّا قَوْلى لَكَ عَنْ أَربعٍ وَتِسْعِينَ فهى التكبيراتُ وَأَمَّا قَوْلى لَكَ عَنْ وَاحِدَةٍ مِنْ أَرْبَعِينَ فهى الزَّكاةُ شَاةٌ مِنْ أربعينَ شَاةً وَأَمَّا قَوْلى لَكَ عَنْ وَاحِدَةٍ فى طُولِ الْعُمْرِ فهى حَجَّةٌ فى طُولِ الْعُمْرِ عَلَى الإنسانِ ، وَأَمَّا قَوْلى لَكَ عَنْ خَمْسَةٍ مِنْ مِائَتَيْنِ فهى زَكاةُ الْوَرِقِ) ، فَامْتَلَأَ الرَّشيدُ فَرَحَاً وَسُرُورَاً مِنْ تَفْسِيرِ هَذِهِ الْمَسَائِلِ ، وَمِنْ حُسْنِ كَلامِ الأعرابىِّ
وَعِظَمِ فِطْنَتِهِ ، وَاسْتَعْظَمَهُ فى عَيْنِهِ ثُمَّ إِنَّ الأعرابىَّ قَالَ لِلرَّشيدِ : (سألتَنِى فَأَجَبْتُكَ ، فَإذا سَأَلْتُكَ أَنَا تُجِيبنِى ؟) فَقَالَ الرَّشيدُ : (سَلْ) .
فَقَالَ الأعرابىُّ : (مَا يَقُولُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فى رَجِلٍ نَظَرِ إِلَى امرأةٍ وَقْتَ الصَّبَاحِ ، فَكَانَتْ عَلَيهِ حَرامَاً ، فَلَمَّا كَانَ الظُّهْرُ حَلَّتْ لَهُ ، فَلَمَّا كَانَ الْعَصْـرُ حَرُمَتْ عَلَيهِ ، فَإذا كَانَ الْمَغْرِبُ حَلَّتْ لَهُ فَإذا كَانَ الْعِشَاءُ حَرُمَتْ عَلَيهِ ، فَإذا كَانَ الْفَجْرُ حَلَّتْ لَهُ ، فَإذا كَانَ الظُّهْرُ حَرُمَتْ عَلَيهِ ، فَلَمَّا كَانَ الْعَصْرُ حَلَّتْ لَهُ ، فَلَمَّا كَانَ الْمَغْرِبُ حَرُمَتْ عَلَيهِ ، فَلَمَّا كَانَ الْعِشَاءُ حَلَّتْ لَهُ) ،
فَقَالَ لَهُ الرَّشيدُ : (فَقَدْ أوقعتَنِى فى بَحْرٍ لَا يُخَلِّصُنِى مِنْهُ غَيْرُكَ)،
فَقَالُ الأعرابىُّ : (أَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَلَيْسَ أَحَدٌ فَوْقَكَ ، وَلَا ينبغى أَنْ تَعْجَزَ عَنْ شىءٍ فَكَيْفَ تَعْجَزُ عَنْ مسألتى؟)
فَقَالَ لَهُ الرَّشيدُ : ( لَقَدْ عَظَّمَ قَدْرَكَ الْعِلمُ وَرَفَعَ ذِكْرَكَ ، فَأُرِيدُ أَنْ تُفَسِّـرَ لى مَا ذَكْرَتَ إكراماً لى ، وَلِهَذَا الْبَيْتِ الشَّرِيفِ)، فَقَالَ الأعرابىُّ : (حُبَّاً وَكرامَةً أَمَّا قولى لَكَ فى رَجُلٍ نَظَرَ إِلَى امرأةٍ وَقْتَ الصُّبْحِ ، فَكَانَتْ عَلَيهِ حَرامَا ، فَهَذَا رَجُلٌ نَظَرَ إِلَى أَمَةِ غَيْرِهِ فهِىَ حَرامٌ ، فَلَمَّا كَانَ الظُّهْرُ اشتراها فَحَلَّتْ لَهُ ، فَلَمَّا كَانَ الْعَصْرُ أَعتقَهَا فَحَرُمَتْ عَلَيهِ ، فَلَمَّا كَانَ الْمَغْرِبُ تَزَوَّجَهَا فَحَلَّتْ لَهُ ، فَلَمَّا كَانَ الْعِشَاءُ طَلَّقَهَا فَحَرُمَتْ عَلَيهِ ، فَلَمَّا كَانَ الْفَجْرُ رَاجَعَهَا فَحَلَّتْ لَهُ ، فَلَمَّا كَانَ الظُّهْرُ ارْتَدَّ عَنْ الْإِسْلَامِ فَحَرُمَتْ عَلَيهِ ، فَلَمَّا كَانَ الْعَصْـرُ اسْتُتِيبَ فَرَجَعَ فَحَلَّتْ لَهُ ، فَلَمَّا كَانَ الْمَغْرِبُ ارْتَدَّتْ هى فَحَرُمَتْ عَلَيهِ ، فَلَمَّا كَانَ الْعَشَاءُ اسْتُتِيبَتْ فَرَجَعَتْ فَحَلَّتْ لَهُ) ، قَالَ فَتَعَجَّبَ الرَّشيدُ وَفَرِحَ بِهِ ، وَاشْتَدَّ عُجَبُهُ ، ثُمَّ أَمرَ لَهُ بِعَشْرَةِ آلافِ دِرْهَمٍ ، فَلَمَّا حَضَرَتْ قَالَ : (لَا حاجَةَ لِى بِهَا رُدَّهَا إِلَى أَصْحَابِهَا) ، قَالَ : (فَهَلْ تُرِيدُ أَنْ أُجْرِى لَكَ جِرَايَةً تَكْفِيكَ مُدَّةَ حَيَاتِكَ ؟) قَالَ : (الذى أَجْرَى عَلَيكَ يُجْرِى عَلَىَّ) ، قَالَ : (فَإِنْ كَانَ عَلَيكَ دَيْنٌ قَضَيْنَاهُ) فَلَم يَقْبَلْ مِنْهُ ، ثُمَّ أَنْشَدَ يَقُولُ :
هَبِ الدُّنيا تُؤَاتِينَا سِنِينَا فَتُكَدِّرُ تَارَةً وَتَلَذُّ حِينَا
فَمَا أَرضَى بشىءٍ لَيْسَ يَبْقَى وَأَتْرُكُهُ غَدَاً للوَارِثِينَا
كَأَنِّى بِالتُّرَابِ عَلَىَّ يُحْثَى وبالإخوَانِ حَوْلِى نَائِحِينَا
وَيَوْمَ تَزْفِرُ النِّيَرانُ فِيهِ وَتُقْسِمُ جَهْرَةً لِلسَّامِعِينَا
وَعِزَّةِ خَالِقِى وَجَلالِ رَبِّى لَأَنْتَقِمَنَّ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَا
فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ إنشادِهِ تَأَوَّهَ الرَّشيدُ وَسَأَلَ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِهِ وَبِلادِهِ ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُ عَلِىٌّ الرِّضَا بْنُ مُوسَى الْكَاظِمِ بْنِ جَعْفَرِ الصَّادِقِ بْنِ مُحَمَّدٍ البَاقِرِ بْنِ عَلِىٍّ زَيْنِ الْعَابِدِينَ بْنِ شَهِيدِ كَرْبَلَاءَ بْنِ الإِمامِ عَلِىٍّ “رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ” وَكَانَ تَزَيَّا بِزِىِّ الأعرابىِّ زُهْدَاً فى الدُّنيا وَتَوَرُّعَاً عَنْهَا ، فَقَامَ وَقَبَّلَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ :﴿ اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾.