الفَرق بين النبي والرسول ومنازل الصفوة المختارين


المقال من سلسلة : سألنى أحد المريدين ( المحبين ) .

بقلم الكاتب والداعية الإسلامى الدكتور : رمضان البيه

سألني أحد المريدين عن قضية الإيمان بالأنبياء والرسل ، وما الفرق بين النبي والرسول ، وكم عددهم ، وبما خصهم الله تعالى ، وماذا عن منازلهم . وهل هم أهل عصمة .وهل من سبيل للدخول في معيتهم والمقام تحت لوائهم ؟ .

فأجبته :
إعلم يابني أن السادة الأنبياء هم صفوة خلق الله تعالى وهم على رأس أهل الإجتباء والإصطفاء الإلهي والذين أنعم الله عليهم .

ولقد جبلهم الحق عز وجل وفطرهم على أربع خصال وهي متأصلة في ذواتهم وهي :

( الصدق ، الأمانة ، التبليغ، الفطانة ) .

فما من نبي إلا وهو صادق أمين مبلغ فطن ..وخصهم عز وجل بأربع هي  :
( علوم نبوة  ، معارف نبوة ، أنوار نبوة ، أسرار نبوة )

وجعل سبحانه وتعالى اربع مستحيلة في حقهم وهي  :
(الكذب ، الخيانة ، الكتمان ، البلادة ” )

هذا وأما عن مسألة الإيمان بهم فهي مسألة تتعلق بالعقيدة فالإيمان بهم ركن من أركان الإيمان لقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في تعريف الإيمان ” أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وقضاء الله خيره وشره حلوه ومره ” .

وأما عن عددهم فهو مائة وأربعة وعشرين ألفا منهم من ذكره الله في قرآنه وقص .

ومنهم من لم يقصص الله تعالى عنهم . يقول سبحانه مخاطبا الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم ” ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك ” .

ولقد ذكر الله تعالى البعض منهم بإسمه كما جاء في قوله تبارك في علاه ” وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين ..

هذا وأما عن الفرق بين النبي والرسول

الرسول موحى إليه من الله تعالى برسالة تشريع ومكلف بإبلاغها لقومه وغيرهم وهو أرقى من النبي . والله تعالى يؤيده بالمعجزات حتى تكن دليلا على صدقه فيما يبلغه عن ربه ..

وأما النبي هو عبد مصطفى من الله تعالى يوحى إليه ليدعو الناس لعبادة الله عز وجل على شرائع الرسل الذين في زمنه أو الذين قبله ويذكر الناس برسالة الرسل . هذا وكل رسول نبي وليس كل نبي برسول .. وأما عن منازلهم فهي أعلا المنازل فهم على رأس قائمة أهل الإجتباء والإصطفاء الإلهي .

يقول جل شأنه ” ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ” . هذا ولقد فضل الله تعالى بعضهم على بعض .يقول سبحانه ” تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات ” . وأرفعهم في الدرجات والمنازل أولوا العزم من الرسل وهم سيدنا نوح وسيدنا إبراهيم وسيدنا موسى وسيدنا عيسى عليهم الصلاة والسلام وإمامهم وسيدهم وصفوتهم سيدنا محمد على حضرته وعلى آله الصلاة والسلام .. هذا وهم معصومون فلا عصمة إلا لنبي ..