نصر أكتوبر معركة الا يمان والارادة
6 أكتوبر، 2025
أخبار العالم الإسلامى

بقلم الدكتورة : إبتسام عمر عبد الرازق الواعظة بوزارة الأوقاف المصرية
بقلم د ابتسام عمر عبدالرازق السادس من أكتوبر 1973 لم يكن مجرد يوم من أيام الحرب، بل كان ميلادًا جديدًا لشعب لم يستسلم أبدًا. نصر أكتوبر لم يكن فقط نصرًا عسكريًا على العدو، بل كان أيضًا نصرًا في معركة روحية ونفسية، معركة نابعة من أعماق القلب، تقف فيها إرادة الإنسان أمام الصعاب لتسطر قصة من أروع قصص القدرة على التحمل، الإيمان العميق، والعمل الجماعي. كان ذلك النصر انعكاسًا حقيقيًا للقوة البشرية التي تتناغم مع الروح الدينية، فتتحداها وتحقق المستحيل.
في لحظات الحرب، تكون المعركة الحقيقية ليست مع العدو، بل مع النفس. معركة ضد الخوف، ضد اليأس، وضد الأفكار التي تحاول أن تقيد الروح. نصر أكتوبر كان تتويجًا لهذه المعركة الداخلية، حيث أثبت الإنسان المصري، بكامل إرادته، أنه قادر على هزيمة نفسه أولًا قبل أن يهزم عدوًا قويًا. إنها معركة من أجل الكرامة، من أجل الحق في الحياة، ومن أجل الإيمان بأن ما هو مستحيل اليوم قد يصبح حقيقة الغد.
كانت حرب أكتوبر اختبارًا حقيقيًا لقوة العقل البشري. كيف يمكن لبلد عانى سنوات من الهزيمة أن يعود من جديد؟ كيف لشعبٍ مر بأصعب المراحل أن يثبت للجميع أن الإرادة أقوى من الجغرافيا والتاريخ؟ هنا تكمن أعظم دروس التنمية البشرية، حيث أن أولى خطوات النجاح تبدأ من الإيمان بأن التغيير ممكن. لم يكن الجنود على الجبهة فقط يحملون السلاح، بل كانوا يحملون إيمانًا عميقًا بأن هذه اللحظة هي لحظتهم، وأنهم قادرون على انتزاع النصر مهما كانت التحديات. كان النصر في جوهره انتصارًا للإنسان على ذاته، وهزيمة لشكوكه
وفى النهاية لا يختلف الأمر في التنمية البشرية عن التحديات العسكرية. النجاح لا يتحقق إلا بخطة محكمة، ورؤية واضحة، وإصرار على تنفيذ الهدف. نصر أكتوبر لم يكن صدفة، بل كان نتيجة تخطيط دقيق وشامل، كان الجندي يدرك فيه أنه جزء من منظومة أكبر، وأن النجاح الجماعي يتطلب عملًا متناسقًا ومتسقًا بين الجميع. في التنمية البشرية، كما في الحرب، لا يوجد مكان للبطولات الفردية؛ بل للروح الجماعية التي ترفع الجميع وتدفعهم نحو القمة. هذا هو سر النصر، أن تتحد إرادات الجميع في تحقيق الهدف الواحد.