التساهل بامر الجماعة


المقال الثانى عشر من سلسلة مقالات (بدع آخر الزمان)

إحياء لتراث سيدى ولى الله تعالى فضيلة الشيخ / عمران أحمد عمران
من كبار علماء الازهر الشريف

ومن مثالبهم (تساهلهم بأمر الجماعة) فلا يزال الرجل منهم في امر ولو لعباً، حتى تفوته الجماعة، كأن يلعب السيجة أو ما يسمى بالكوتشينة وذلك هو الحرمان بعينه، كيف لا! والجماعة تحضرها الابدال وترفع على قلب أتقى رجل فيهم.

وتارك الصلاة ورد انه يضرب في القبر بالمقمع (مطراق من الحديد)، وأنها تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، ولذلك كان بعض السلف اذا فاتته الجماعة صلى الفرض سبعاً وعشرين مرة وكانوا يعزون من فاتته الجماعة سبعة أيام.

وقد ورد كما في الزواجر لابن حجر: (ان حاتما الاصم فاتته من صلاة الجماعة، فعزاه أبو إسحق البخارى وحده، فبكي حاتم وقال: “أيعديني على ضياع ديني واحد فقط ولو مات لى ولد لعزاني أكثر من عشرة آلاف لان مصيبة الدين عند الناس أهون من مصيبة الدنيا”. وربما مضى عليك الاسبوع أيها الغافل لا تصلى فيه جماعة واحدة الا الجمعة وقد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لقد هممت أن آمر فتيتى فيجمعوا إلى حزما من حطب، ثم أني قوما يصلون في بيوتهم ليس بهم علة فأحرقها عليهم”. فقيل ليزيد بن الأصم: الجمعة عنى أو غيرها؟ قال: “صمتا أذناى إن لم اكن سمعت أبا هريرة يأثره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يذ كر جمعة ولا غيرها” رواه مسلم عن أبى هريرة.

 وقال عبد الله بن مسعود ولقد رأيننا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتي يقام في الصف، وهذا قطعة من حديث رواه الشيخان، ولم يرخص رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعمى في تركها وهو ابن أم مكتوم مع اعتذاره بكثرة الهوام والسباع!.

 وقد وصل حد الغفلة لبعضهم أنه يتهاون بالجمعة فيتركها لأدنى ملابسة، مع أنه ورد كما في حديث رواه ابن ماجه عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “فمن تركها في حياتي أو بعدى وله إمام عادل أو جائر استخفافاً بها وجحوداً بها فلا جمع الله له شمله ولا بارك له في أمره، ألا ولا صلاة له، ألا ولا زكاة له، ألا ولا حج له، ألا ولا صوم له، ألا ولا بر له، حتى يتوب، فمن تاب تاب الله عليه”.

 وورد فى الاثر “أن من تركها ثلاث مرات تم سواد قلبه.