أسس اختيار شريك الحياه

بقلم د: إيمان غازى
أخصائى إرشاد أسرى ودعم نفسى

قال تعالى: “ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم موده ورحمه إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون”

إن العلاقة الزوجية من أسمى وأرقى العلاقات على الإطلاق ، فهى علاقة مشاركه ومحبة ورحمة تجمع بين طرفين لبناء أسرة تسودها المودة والسكينة وتميزها الأخلاق والمبادئ ..

ولكى تؤتى هذه العلاقة ثمارها لابد من اختيار شريك الحياة وفقا لمعايير عديدة حددتها الأديان والأعراف الاجتماعية

ولابد من التأنى والحكمة عند الاختيار لأن قرار الزواج من أخطر القرارات فى حياة الرجل والمرأة ، وهو الخطوة الأولى في مرحلة الإعداد للحياة الزوجية

 ومن أهم أسس الاختيار :
•الشعور بالرضا والقبول والارتياح النفسى فى أول لقاء
•ثم يأتى فى الاعتبار بعد القبول التكافؤ بين الطرفين من الناحية الاجتماعية والدينية والثقافية والبيئية
• تقارب الأعمار ليحدث الانسجام الفكرى ويسود التعاملات التفاهم
•الشكل المقبول وحسن المظهر ليأنس كل منهما بالطرف الآخر عند الحديث معه
•النظر للدين والخلق كما أوصى النبى صلى الله عليه وسلم
فأوصى النساء عن بقوله ( اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) 
واوصى الرجال وقال ( تنكح المرأة لأربع: لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك )

وفى صلاح الدين والخلق خير كثير فى الدارين .

* التأكد من طبيعة علاقته بأفراد اسرته خاصة بأمه واخته لمعرفة نظرته للمرأة وأسلوب تعامله معها ، فإن كان يسئ معاملة أمه فلاتنتظرى منه خيرا

هذه معظم المعايير الواجب مراعاتها عند الاختيار

اذا تم الاختيار وبدأت مرحلة الخطبة فعليك بملاحظة صفاته وطباعه وسلوكه وتتجنبى بعض الصفات والطباع التى يؤدى وجودها إلى حياة تعسة ومعاناة لاتنتهى لأن تغييرها صعب وتحملها أصعب

كالبخل لأن بخيل المال بخيل المشاعر ، وهى من أسوأ الصفات التى نحذر منها المقبلات على الزواج

الأهالى والاستبداد بالرأى لأن صاحبها لايشارك من حوله فى اتخاذ القرار ولايعترف بسياسة الاعتذار

والشخص الانانى الذى لايشعر بمن معه ولايهمه إلا مصلحته فقط

والسلبى الناقم الذى لايرى الإيجابيات ولا يعترف بالمجهودات

والشخص العصبى الذى لايتحكم فى انفعالاته ولا يعتبر للأماكن والأشخاص حوله فيحتد عليك ويهينك أمام الناس لأتفه الأسباب .

وفى النهاية وصيتى لكل مقبل على الزواج :

عليك بتحكيم العقل بجانب القلب فلا تعتمد على الحب وحده لأنه يجعلك فى غفلة عن عيوب المحبوب التى لايمكن التعامل معها

النصيحة الثانية أن تكون فترة الخطبة معقولة لتتاح الفرصة للطرفين معرفة طباع بعضهما

فإذا كانت مدة الخطبة قصيرة كانت المواقف قليلة والمفاجأت كثيرة ..

واعلموا جيدا أن الله يجعل بين الزوجين مودة ورحمة كما قال فى كتابه الكريم
والمودة اكبر وادوم من الحب .