باب الطهارة والغسل من ديوان أهل الذكر لسيدي برهان الدين أبو الإخلاص رضي الله عنه
4 أغسطس، 2025
منوعات

من ديوان أهل الذكر لسيدي برهان الدين أبو الإخلاص رضي الله عنه
يقدمها لكم : الشيخ السيد محمد البلبوشي
خويدم الطريقة الإخلاصية – خطيب بوزارة الأوقاف
قَالَ تَعَالَى : (يَٰٓأَيُّهَاٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ) ، وَقَالَ صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم :” لَا يَقْبَلُ اللهُ صَلاةَ أَحَدِكُمْ إذا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ ” فَيُنْدَبُ لِدَاخِلِ بَيْتِ الخَلَاءِ قَبْلَ الوُضُوءِ أَنْ يَدْخُلَ بَرِجْلهِ اليُسـرَى وَيَخْرُجُ بِاليُمْنَى عَكْسَ مَا يفعَلُهُ إذا أَرَادَ دُخُولَهُ الـمَسْجِدَ أَوْ الخُرُوجَ مِنْه وَأَنْ يَقُولَ قَبْلَ دُخُولِهِ مَا وَرَدَفى الحَديثِ الشَّـرِيفِ:”إذا دَخَلْتُم الخَلاَءَ فَقُولُوا بِسْمِ الله اللَّهُمَّ إنى أَعَوْذُ بِكَ مِنَ الخُبْثِ وَالخَبَائِثِ” وَيَقُولُ عِنْدَ الإنـصِرَافِ : ” غُفْرَانَكَ، الحَمْدُ للهِ الَّذى أَذْهَبَ عَنِّى مَا يؤْذِينِى ، وَأَمْسَكَ مَا ينْفَعُنِى”، وَأَنْ يَسْتَتِر حياءً مِن اللهِ وَالـمَلاَئِكَةِ وَقَتَ إدْخَالِ الاسْتِجْمارِ ، والاسْتِنْجَاءِ يَكُونُ بِالمَاءِ ، وَعَلَامَةُ نظافَةِ المَحَلِّ هى الخُشُونَةُ فى الرَّجُلِ وَالنُّعُومَةُ فى المرأَةِ ، والاسْتِجْمارُ يَكُونُ بِالحَجَرِ ، وَيَجُوزُ مَعَ وُجُودِ المَاءِ ، وَلَكِنَّ المَاءَ أَفْضَلُ ، والأفْضَلُ أَنْ يسْتَجْمِرَ بِالحَجَرِ ، وَيَسْتَنْجِى بِالمَاءِ ، وَتَعْرِيفُ الحَجَرِ أَنْ تَقُولَ هُوَ كُلُّ طَاهِرٍ قَالِعٍ غَيْرِ مُحْتَرَمٍ ، وَشَرْطُ الاستِجْمارِ ثَلاثَةٌ أَلَّا يُجَفِّفَ الخَارِجَ وَأَلَّا يَنْتَقِلَ عَنْ مَحِلِّ خُرُوجِهِ وَأَلَّا يَطْرُقَ عَلَيهِ نَجَسٌ أجْنَبِىٌّ ، فَإذا فَقَدْ شَرْطٌ مِنْهَا وَجَبَ المَاءُ .
وأرْكَانُ الاسْتِنْجَاءِ أَرَبْعَةٌ
1- وَهِى مُسْتَنْجِى وَهُوَ الشَّخْصُ .
2- ومُسْتَنْجَىً فِيهِ وَهُوَ القُبُلُ أوْ الدُّبُرُ .
3- ومُسْتَنْجَىً مِنْهُ وَهُوَ البَوْلُ أَوِ الغَائِطُ
4- ومُسْتَنْجَىً بِهِ وَهُوَ المَاءُ أَوِ الحَجَرُ ، وَيَتَعَهَّدُ الإنسانُ تَكَامِيشَ الدُّبُرِ حَتَّى يَتَمَكَّنَ مِنْ نَظَافَتِهَا تَمامَاً .
أرْكَانُ الوُضُوءِ
اخْتَلَفَ الأئِمَّةُ فِى عَدَدِهَا كالآتى :
1- المَالِكِيَّةُ : عَدُّوْا فَرَائِضَ الوُضُوءِ سَبْعَةً وَهِى : النِّيَّةُ وَغَسْلُ الوَجْهِ وَغَسْلُ اليَدَيْنِ مَعَ المِرْفَقَيْنِ ، وَمَسْحُ جَمِيعِ الرَّأْسِ وَغَسْلُ الرِّجْلينِ مَعَ الكَعْبينِ ، وَالفَوْرُ والتَّدْليكُ عَلَى المُعْتَمَدِ عِنْدَهُمْ لِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّهُ دَاخِلٌ فِى حَقِيقَةِ الغَسْلِ فَلَا يَتَحَقَّقُ بِدُونِهِ .
2- الشَّافِعِيَّةُ : عَدَّوْا فَرَائِضَ الوُضُوءِ سِتَّةً وَهِى : النِّيَّةُ وَغَسْلُ الوَجْهِ وَغَسْلُ اليَدَيْنِ مَعَ المِرْفَقَيْنِ ، وَمَسْحُ بَعْضِ الرَّأْسِ ، وَلَوْ شَعْرَاتٍ ، وَغَسْلُ الرِّجْلَيْنِ مَعَ الكَعْبَيْنِ عَلَى مَا ذُكِرَ .
3- الحَنَابِلَةُ : عَدُّوْا فَرَائِضَ الوُضُوءِ سِتَّةً وَهى :غَسْلُ الوَجْهِ وَمِنْهُ دَاخِلُ الفَمِ والأنْفِ وَغَسْلُ اليَدَيْنِ ، وَمَسْحُ جَمِيعِ الرَّأْسِ، وَمِنْهَا الأُذُنانِ ، وَغَسْلُ الرِّجْلَيْنِ ، وَالتَّرْتِيبُ والمُوَالاةُ ، وَأَمَّا النِّيَّةُ فَعَدُّوهَا شَرْطَاً فِى صِحَّتِهَا .
4- الحَنَفِيَّةُ : عَدَّوْا فَرَائِضَ الوُضُوءِ أَرَبْعَةً وَهِى غَسْلُ الوَجْهِ وَغَسْلُ اليَدَيْنِ مَعَ المِرْفَقَيْنِ ، وَمَسْحُ رُبْعِ الرَّأْسِ ، وَغَسْلُ الرِّجْلَيْنِ مَعَ الكَعْبَيْنِ ، وَأَمَّا النِّيَّةُ فهى عِنْدَهُمْ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ لِمُوَاظَبَتِه صِلَّي اللهُ عَلَيهِ وَسَلّم عَلَيْهَا ، وَكَيْفِيَّةُ النِّيَّةِ أَنْ يَقُولَ المتَوضِّئُ نَوَيْتُ الوُضُوءَ ، أَوْ نَوَيْتُ رَفْعَ الحَدَثِ الأَصْغَرِ ، وَالنِّيَّةُ هِىَ قَصْدُ الـشَّىءِ مُقْرَنَاً بِفِعْلِهِ فَإِنْ تَرَاخَى عَنْهُ سُمِّىَ عَزْمَاً وَمَحِلُّهَا القَلْبُ ، وَتَكُوُنُ فى ابْتِداءِ الوُضُوءِ، وَيَغْتَفِرُ تَقَدُّمَهَا عَلَى الفِعْلِ بِزَمَنٍ يَسِيرٍ عُرْفَاً لِوُجُودِهَا حُكْمَاً وَاللهُ أَعْلَمُ .
بَابُ مُبْطِلَاتِ الوُضُوءِ
يَبْطُلُ الوُضُوءُ بالأشْيَاءِ الآتيةِ :
وَهِى مَا خَرَجَ مِنَ السَّبِيلَيْنِ القُبُلُ وَالدُّبُرُ مِنْ بَوْلٍ وغَائِطٍ وَرِيحٍ، والمَذْى والوَدِىِّ وَالمَنِىّ عِنْدَ المَالِكِيَّةِ إذا خَرَجَ بِلَذَّةٍ غيرِ مُعتادةٍ، كَمَا إذا نَزَلَ فى المَاءِ الحَارِّ فَالْتَذَّ فَأَمْنَى، وَلَايُوجِبُ الغُسْلَ، قَالَتِ الشَّافِعِيَّة إِنَّ خُرُوجَ المَنِىِّ لايَنْقُضُ الوُضُوءَ مُطْلَقَاً، وَلَكِنَّهُ يُوجِبُ الغُسْلَ، وأمَّــاعِنْدَ غَيْرِهِمْ،فَالمَنِىُّ
الخَارِجَ بِغَيْرِ لَذَّةٍ نَاقِضٌ لِلْوضُوءِ ، وَهُوَ طَاهِرٌ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ نَجِسٌ عِنْدَ غَيْرهِمْ ، وَخُرُوجُ القَيْحِ وَالدَّمِ وَالصَّدِيدِ ، وَخُرُوجُ دُودَةٍ أَوْ حَصَاةٍ مِنْ أَحَدِ السَّبِيلَيْنِ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ وَالحَنَابِلَةِ ، وَسَيَلانُ الدَّمِ وَالقَيْحِ مِنْ أىِّ مَوْضِعٍ فى البَدَنِ وَلَوْ مِنَ الفَمِ عِنْدَ الحَنَفِيَّةِ ، وَزَوالُ العَقْلِ بِجُنُونٍ أَوْ إغْماءٍ أَوْ مُسْكِرٍ بِخَمْرٍ أَوْ حَشِيشَةٍ أَوْ نَحْوِهِمْ ، وَصَرَعٌ وَنَوْمٌ وَمَسُّ الفَرْجِ ، وَعِنْدَ الحَنَفِيَّةِ لَا نَقْضَ بِالمَسِّ ، وَالرِّدَّةُ عِنْدَ المَالِكِيَّةِ وَالحَنَابِلَةِ ، والقَيءَ الذى يَمْلَأُ الفَمَّ عِنْدَ الحَنَفِيَّةِ ، والقَهْقَهَةُ فى الصَّلَاةِ إذا سَمِعَهَا مَنْ بِجِوَارِهِ عِنْدَهُمْ أيضَاً ، وَالشَّكُّ فى الحَدَثِ أَوْ سَبَبِهِ عِنْدَ المَالِكِيَّةِ ، وَالوِلاَدَةُ بِغَيْرِ دَمٍ عِنْدَ الحَنَفِيَّةِ وَالحَنَابِلَةِ ، وَأَكْلُ لَحْمِ الإِبِلِ ، وَتَغْسِيلُ المَيِّتِ عِنْدَ الحَنَابِلَةِ ، وَلَمْسُ المَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ بِغيْرِ حائِلٍ عِنْدَ الثَّلاثَةِ ، وَقَالَتِ الحَنَفِيَّةُ لَا يُنْقَضُ الوَضُوءُ بِذَلِكَ مُطْلَقَاً وَاللهُ أَعلمُ .
بَابُ مُوجِبَاتِ الغُسْلِ
يُوجِبُ الغُسْلَ أُمُورٌ سِتَّةٌ ، ثَلاثَةٌ يَشْتَرِكُ فِيهَا الرِّجَالُ وَالنِّساءُ وَهِى :
1- التِقَاءُ الخِتَانَيْنِ لِقَولِهِ صَلَّي الله عَلَيهِ وَسَلَّم :” إذا التَقَى الخِتَانَانِ فَقَدْ وَجَبَ الغُسْلُ “.
2- إنْزَالُ المَنِىِّ .
3- مَوْتُ المُسْلِمِ إذا كَانَ شَهِيدَا فَلَا يُغَسَّلُ .
وَثَلاثَةٌ تَخْتَصُّ بِهَا النِّساءُ وَهِى :
1- الحَيْضُ .
2 – النِّفَاسُ .
3 – الوِلَادَةُ بِلَا دَمٍ عِنْدَ الثَّلاثَةِ ، وَقَالَتِ الحَنَابِلَةُ إِنَّ الوِلادَةَ بَلَّا دَمٍ لَا تُوجِبُ الغُسْلَ وَاللهُ أَعْلَمُ .
بَابُ فَرَائِضِ الغُسْلِ
اخْتَلَفَ الأَئِمَّةُ الأَرْبَعَةُ فى ذَلِكَ كالآتى :
1- الحَنَفِيَّةُ : عَدُّوْا فَرَائِضَ الغُسْلِ ثَلاثَةً وَهى : المَضْمَضَةُ والاسْتِنْشَاُق وَتَعْمِيمُ جَمِيعِ البَدَنِ بِالمَاءِ، وَأَمَّا النِّيَّةُ فَهِى عِنْدَهُم مِنْ السُّنَّةِ المُؤَكَّدَةِ .
2- المَالِكِيَّةُ : عَدُّوْا فَرَائِـــضَ الغُسْلِ خَمْسَــةً وَهِى : النِّيَّةُ وَتَعْمِـيمُ الجَـسَـدِ بِالـمَـــــاءِ وَ دَلْكُ جَمِيعِ
الجَسَدِ مَعَ صَبِّ المَاءِ أَوْ بَعْدَهُ قَبْلَ جَفَافِ العُضْوِ ، وَإِنْ تَعَذَّرَ سَقَطَ ، ومُوَالَاةُ غَسْلِ الأَعْضَاءِ مَعَ الذَّكَرِ ، وَالقُدْرَةُ وتَخْلِيلُ جَمِيعِ جَسَدِهِ بِالمَاءِ .
2- الحَنَابِلَةُ : عَدُّوْا فَرْضَ الغُسْلِ وَاحِدَاً ، وَهُوَ تَعْمِيمُ الجَسَدِ بِالمَاءِ وَأَدْخَلُوا فى الجَسَدِ الفَمَ والأَنْفَ ، فَيَجِبُ غَسْلُهُم تَبَعَاً لِلبَدَنِ ، وَأَمَّا النِّيَّةُ فهى عِنْدَهُم شَرْطُ صِحَّةٍ .
3- الشَّافِعِيَّةُ : عَدُّوْا فَرَائِضَ الغُسْلِ ثَلاثَةً وَهِى : النِّيَّةُ ، وإِزَالَةُالنَّجَاسَةِ إِنْ كَانَتْ عَلَى البَدَنِ ، وإيصَالُ المَاءِ إِلَى جَمِيعِ الشَّعْرِ وَالبَشْرَةِ .
وَكَيْفِيَّةُ النِّيَّةِ فى جَمِيعِ المَذَاهِبِ أَنْ يَقُولَ : نَوَيْتُ رَفْعَ الجَنَابَةِ ، أَوْ نَوَيْتُ رَفْعَ الحَدَثِ الأَكْبَرِ ، وَتَقُولُ الحائِضُ: نَوَيْتُ رَفْعَ حَدَثِ الحَيْضِ ، وَتَقُولُ النَّفسَاءُ : نَوَيْتُ رَفْعَ حَدَثِ النِّفاسِ ،وَاللهُ أَعْلمُ .