حسن الظن بالله


بقلم د.إيمان إبراهيم عبد العظيم

مدرس بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر – واعظة بوزارة الأوقاف

 

يعد حسن الظن بالله من العبادات الجليلة التي يبنغي أن يملأ المؤمن بها قلبه في جميع الأحوال ويستصحبها في حياته، في هدايته، في رزقه، في صلاح ذريته، في إجابة دعائه، في غفران ذنبه ، و في كل شيء.

قال تعالى في كتابه الكريم :﴿ ثُمَّ جعل مِن بعد ضَعْفٍ قوَّةً ﴾ سورة الروم الآية (٥٤).

و يثور التفكر و التساؤل‏هل يصعب على الله سبحانه وتعالى ‏أن يَجعل من بعد حزنك فرحاً ؟ ‏و بعد اليأس أملاً ؟ ‏و بعد الضيق و الهم انفراجاً ؟

للإجابة عن هذا التساؤل يمكن القول أن حسن الظن بالله تعالى واليقين بإجابته لدعاء من دعاه ممدوح و له ثمرة ، لما في الحديث القدسي: أنا عند ظن عبدي بي. متفق عليه عن أبي هريرة.

وفي رواية: أنا عند ظن عبدي بي؛ فإن ظن بي خيرًا فله، وإن ظن بي شرًا فله. رواه أحمد.

وفي الحديث: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة. رواه الحاكم

و يقول ابن مسعود -رضي الله عنه- : “والذي لا إله غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئا خيرا من حسن الظن بالله تعالى، والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله الظن إلا أعطاه الله عز وجل ظنه، ذلك بأن الخير في يده ” رواه ابن أبي الدنيا”.

*ما أروع حسن الظن بالله حين يتيقن المؤمن أن بعد الكسر جبرا، وأن بعد العسر يسرا، وأن بعد التعب راحة، وبعد الدمع بسمة، وبعد المرض شفاء، وبعد شقاء الدنيا جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.

يقول الحسن البصري -رحمه الله تعالى- محذرا و مبينا الفرق بين حسن الظن والغرور:

“إن قوما ألهتهم الأماني حتى خرجوا من الدنيا ومالهم حسنة يقول أحدهم: إني أحسن الظن بربي.. وكذب، لو أحسن الظن لأحسن العمل”…

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته جل و علا أن يرزقني وإياكم فرحة لايأتي بعدها حزن ولا هم و لا غم وسعادة لا يأتي بعدها شقاء ..

ورزق لا ينتهي أبدا، اللهم آمين يارب العالمين.