من أقوال العلماء فى جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم

إعداد أ : مصطفى خاطر
المقالة الثانية والسبعون من سلسلة ( شبهات حول قضايا التصوف )

 

المذهـب الحنـفي :

جاء في الفتاوى الهندية بعد أن ذكر كيفية وآداب زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، ذكر الأدعية التي يقولها الزائر فقال :” ثم يقف ـ أي الزائر ـ عند رأسه صلى الله عليه وسلم كالأوّل ويقول : اللَّهمّ إنك قلت وقولك الحق :{وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ، الآية .. }([1]) وقد جئناك سامعين قولك طائعين أمرك، مستشفعين بنبيك إليك ([2]) .

قال الإمام ابن عابدين :” ذكر العلامة المناوي في حديث” اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة ” عن العز بن عبد السلام أنه ينبغي كونه مقصورا على النبي صلى الله عليه وسلم ؛ وأن لا يقسم على الله بغيره وأن يكون من خصائصه .

قال : وقال السبكي : يحسن التوسل بالنبي إلى ربه ولم ينكره أحد من السلف ولا الخلف إلا ابن تيمية فابتدع ما لم يقله عالم قبله “.([3])  .

وممن أجازه أيضًا أبو إسحاق الخجندى الكازرونى وأبو منصور الكرمانى الحنفى والكمال بن الهمام وابن أبى الوفاء القرشى الحنفى والخرشى وابن عابدين وأبو الإخلاص الشرنبلالى وملا على القارى وعبد الغنى الدهلوى والطحطاوى ومحمد عميم الإحسان المجددى البركتى .

 

المذهب المالكـي :

قال الإمام مالك للخليفة المنصور لما حج وزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسأل مالكاً قائلاً ( يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعوا أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ولِم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك ءادم عليه السلام الى الله تعالى ؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله ) ([4])  .

.قال ابن الحاج المالكي المعروف بإنكاره للبدع ما نصه :” فالتوسل به عليه الصلاة والسلام هو محل حطّ أحمال الأوزار وأثقال الذنوب والخطايا؛ لأن بركة شفاعته عليه الصلاة والسلام وعظمها عند ربه لا يتعاظمها ذنب، إذ إنها أعظم من الجميع، فليستبشر من زاره ويلجأ إلى اللّه تعالى بشفاعة نبيه عليه الصلاة والسلام مَن لم يزره، اللهم لا تحرمنا شفاعته بحرمته عندك، آمين يا رب العالمين، ومن اعتقد خلاف هذا فهو المحروم .([5])  .

وممن أجازه أيضًا : القاضى عياض وابن أبى جمرة وابن عطاء الله السكندرى والعلامة خليل وابن الخطيب وأبو الحسن المالكى وابن جزى وابن عاشر المالكى وابن ميارة المالكى .

المذهب الشافعـي :

قال النووي” ثم يرجع إلى موقفه الأوّل قبالة وجه رسول اللّه e ويتوسل به في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه “.([6])  .

العلامة الشهاب الرملي الشافعي وجوازه للتوسل :

سئل رضي الله عنه فأجاب: (إن الاستغاثة بالأنبياء والمرسلين عيهم الصلاة والسلام والأولياء والعلماء الصالحين جائزة وللرسل والأنبياء والأولياء إغاثة بعد موتهم لأن معجزة الأنبياء وكرامة الأولياء لا تنقطع بعد موتهم وأما الأنبياء فإنهم أحياء في قبورهم يصلون ويحجون كما وردت به الأخبار فتكون الإغاثة منهم معجزة لهم ، والشهداء أيضا أحياء شوهدوا نهارا جهارا يقاتلون الكفار وأما الأولياء فهي كرامة لهم([7]) .

وقال العلامة المجتهد تقي الدين السبكي ما نصه : (( اعلم أنه يجوز ويحسن التوسل والاستغاثة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى وجواز ذلك وحسنه من الأمور المعلومة لكل ذي دين المعرفة من فعل الأنبياء والمرسلين وسير السلف الصالحين والعلماء والعوام من المسلمين ولم ينكر أحد ذلك من أهل الأديان ولا سمع به في زمن من الأزمان حتى جاء ابن تيمية فتكلم في ذلك بكلام يلبس فيه على الضعفاء الأغمار وابتدع ما لم يسبق إليه في سابق الأعصار “

وممن أجازه أيضًا : القاضى الماوردى والقاضى أبو الطيب وأبو حامد الغزالى والعز بن عبد السلام وتقى الدين بن دقيق العيد والمحب الطبرى وابن الرفعة والرافعى والقزوينى والقونوى وابن الزملكانى وتقى الدين السبكى والبارزى وابن الملقن وابن قاضى شهبه والعز بن جماعة والجلال القزوينى وتقى الدين الحصنى والتفتازانى والشريف الجرجانى وزكريا الأنصارى وابن حجر الهيتمى .

المذهب الحنبلي :

الإمام أحمد بن حنبل أجاز التوسل كما نقل عنه الإمام المرداوي الحنبلي:” ومنها ـ أي من الفوائد – يجوز التوسل بالرجل الصالح على الصحيح من المذهب، وقيل يُستحب، قال الإمام أحمد للمروذي : يَتَوسل بالنبي e في دعائه، وجزم به في المستوعب وغيره ([8])  .

 العلامة ابن مفلح الحنبلي رحمه الله تعالى:

قال الإمام أحمد بن حنبل قال فى منسكه الذى كتبه للمروذى: “أن فى الاستسقاء يتوسل بالنبى صلى الله عليه وسلم” وكافة علماء الحنابلة يذكرون كلام أحمد بن حنبل فى باب الاستسقاء .

الشيخ علاء الدين علي المرداوي الحنبلي من كبار علماء الحنابلة رحمه الله تعالى:

قال: (ومنها يجوز التوسل بالرجل الصالح على الصحيح من المذهب وقيل يستحب)

وقال : (والتوسل بالإيمان به صلى الله عليه وآله وسلم وطاعته ومحبته والصلاة والسلام عليه وبدعائه وشفاعته ونحوه مما هو من فعله أو أفعال العباد المأمور بها في حقه مشروع إجماعا ([9])  .

الإمام السامري وصاحب التلخيص رحمهما الله تعالى:

قال السامري وصاحب التلخيص: لا بأس بالتوسل للاستسقاء بالشيوخ والعلماء المتقين ، وقال في المذهب: يجوز أن يستشفع إلى الله برجل صالح ، وقيل يستحب([10]) 

ولا بَأسَ بالتوسُّل إلى اللهِ تعالى في الإستسقاء بالشيوخ والزهَّاد وأهلِ العلم والفضل والدين من المسلمين([11])  .

وممن أجازه أيضًا : ابن عقيل وعبد القادر الجيلانى وابن قدامة المقدسى الحنبلى وأبو عبد الله السامرى الحنبلى وابن مفلح الحنبلى والبهوتى والشوكانى وصديق حسن خان .

([1]) النساء : 64 .

([2])  الفتاوى الهندية (ج1/266) من كتاب المناسك : باب : خاتمة في زيارة قبر النبي e .

([3])  الإمام ابن عابدين فى مقدمة حاشيته .

([4])  ذكره القاضي عياض في كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى 2/ 92 , 93 وساقه بإسناد صحيح ، والسمهودي في خلاصة الوفا ، والقسطلاني في المواهب اللدنية وابن حجر الهيتمي في الجوهر المنظم ، وغيرهم .

([5])  المدخل لابن الحاج المالكى ج1/259-260 .

([6])  المجموع شرح المهذب (ج8/274) من كتاب صفة الحج، باب زيارة قبر الرسول e

([7])  كتاب فتاوى الرملي في فروع الفقه الشافعي ، ص 733 ، ط دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1424 هـ

([8])  الإمام المرداوي الحنبلي في الإنصاف (ج2/456) من كتاب صلاة الاستسقاء

([9])  كتاب الإنصاف (2/456) .

([10])  كشف القناع 2/29 .

([11])  “المُسْتوعِب” 3/88 .