أوعى تكره إن يكون لك أعداء


بقلم الدكتور : عبدالفتاح سعيد وزير
الباحث بجامعة الأزهر الشريف

إن البعض يعتقد راحة البال أن يحبك جميع الخلق، لكن الحقيقة وفقاً للمنهج الرباني تكمن أن وجود الأعداء ليس دائماً دليلاً على عيب فيك، بل قد يكون دليلاً على أنك تسير في طريق الحق والعدل والنجاح والخير.

 فإذا كثر أعداؤك، فعلم أنه قد عادوا من قبلك الرسل و الأنبياء، وعادوا الملائكة. اجعل عداوتهم وقوداً لصعودك على درج النجاح، وتذكر أن السفينة لا يضرها الماء الذي حولها ما دام لم يدخل جوفها.

من  صور العداوة التي ذكرها القرآن هي عداوة بعض الناس لملائكة الله المقربين. فإذا كان “جبريل” عليه السلام، وهو الروح الأمين وناقل الوحي، قد تعرض للعداء من البشر، فهل تعتقد أنك ستكون محصناً؟

يقول الله تعالى:

(مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ) [البقرة: 98].

قال تعالي في شأن جبريل:

(قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ) [البقرة: 97].

إذا شعرت بالضيق من كثرة المتربصين بك، فتذكر أن صفوة الخلق لم يسلموا. قال الله تعالى:

(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ) [الأنعام: 112].

فالعداوة هي ضريبة فمن لا أثر له لا عدو له، ومن لا يخطو خطوة للأمام لا يجد من يعرقل مسيره.

قال صلى الله عليه وسلم: “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود”. وجود الأعداء والحساد غالباً ما يكون علامة على وجود “نعمة” ظاهرة في حياتك. العدو هنا هو المرآة التي تعكس بريق نجاحك الذي عجز هو عن تحقيقه.

– نقل عن  الإمام الشافعي رضى الله عنه: “ما أحد من الناس إلا وله محب ومبغض، فإذا كان لا بد من ذلك، فليكن المرء مع أهل طاعة الله”.

 كيف تتعامل مع وجودهم؟

الشارع الحكيم لم يطلب منك البحث عن الدخول في مناوشات وخصومات، بل علمك كيف تسمو فوقها:

١- الإعراض: قال تعالى:(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ).

٢ – الاستعاذة: التحصن بالأذكار كفيل برد كيدهم.

٣ – النجاح: هو أفضل رد  ، لأن نجاحك هو العقاب الذي يقتل الحاقد والحاسد بغيظه.