كيفية التعرف على شخص الامام المهدى عليه السلام
15 ديسمبر، 2025
علوم آخر الزمان

المقال الخامس والثلاثون من سلسلة (علوم آخر الزمان)
بقلم فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور / محمد عبد الله الأسوانى
صفات الامام المهدى الجسمانية او الأخلاقية قد تكون متشابهة مع كثير من الناس فهى ليست حكراً عليه، لان اصحاب المهدى مهديين فيهم كثير من صفات الخير، ولأن فيهم كثير من الوجاهة والوضاءة التى قد تكون موجودة فى هذا الامام لأن اصحاب الامام المهدى مهديون ايضاً سوء كانوا قبل بعد البيعة او حتى قبلها ان ثبتهم الله تعالى.
حدثنا رشدين ، عن ابن لهيعة ، عن أبي قبيل ، عن سعيد بن الأسود ، عن يوسف بن ذي قربات ، قال – ولم يسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم ” يكون خليفة بالشام يغزو المدينة ، فإذا بلغ أهل المدينة خروج الجيش إليهم خرج سبعة نفر منهم إلى مكة فاستخفوا بها ، فكتب صاحب المدينة إلى صاحب مكة إذا قدم عليك فلان وفلان ، يسميهم بأسمائهم ، فاقتلهم فيعظم ذلك صاحب مكة ، ثم يتوامرون بينهم فيأتونه ليلا ويستجيرون به فيقول : أخرجوا آمنين فيخرجون ، ثم يبعث إلى رجلين منهم فيقتل أحدهما والآخر ينظر ، ثم يرجع إلى أصحابه فيخرجون حتى ينزلوا جبلا من جبال الطائف ، فيقيمون فيه ويبعثون إلى الناس فينساب إليهم ناس ، فإذا كان ذلك غزاهم أهل مكة فيهزمونهم ، ويدخلون مكة فيقتلون أميرها ويكونون بها ، حتى إذا خسف بالجيش استعد أمره وخرج ” .
لذلك فان التعرف على الامام المهدى عليه السلام ومبايعته سيكون أمر إلهامى ، والالهام هو امر معتبر شرعاً ، قال الشيخ عبد القادر الكيلاني “الإلهام: هو خطاب يرد على الضمائر من قبل الملك. وعلامته: أنه يرد بموافقة العلم، وكل الهام لا يشهد له ظاهر فهو باطل “
وقال الإمام فخر الدين الرازي: «الإلهام هو خطور رأي بالبال وغلبة على القلب»
وقال الشيخ علي الخواص: «الإلهام: هو وحي المبشرات، وحقيقةً: أنه خبر إلهي على يد ملك مغيب عن ذلك الملهم فما انقطع بعد النبي إلا وحي التشريع فقط، أما التعريف بأمور مجملة في الكتاب أو السنة فهو باق لهذه الأمة»
وقال الشيخ عبد الوهاب الشعراني: «الإلهام: هو ما يكون معنى يجده الموحى إليه في نفسه من غير تعلق حس ولا خيال بمن نزل»
وقال الشيخ أحمد السرهندي: «الإلهام: هو مظهر الكمالات الخفية للدين، لا مثبت الكمالات الزائدة في الدين، كما أن الاجتهاد مظهر للأحكام
فالعلماء السبعة مع تلك الصفات المذكورة فى السُنَّة النبوية سيتعرفون عليه بإلهام سماوى يدركون به معرفة هذا الرجل، و يدركون به انه هو طلبهم، وانه الشخص الذى سيطفأ الله علي يديه الفتن التى ظهرت فى الأرض، وسيقوِّم الله به الاعوجاج الذى حدث عند عموم الامة والختلاف الواسع والدماء التى تسفك ويطفى الله على يديه كل تلك الفتن ، وتجتمع عليه العصابة المؤمنة، الذين كما ذكروا فى الاحاديث النبوية رهبان بالليل، اسد بالنهار، الذين اينما ساروا سار الرعب بين ايديهم والملائكة معهم تأيدهم وتنصرهم وتنزل عليهم السكينة والرحمة.
فقد روى عن أبو عمر، عن ابن لهيعة، عن عبد الوهاب بن حسين، عن محمد بن ثابت، عن أبيه، عن الحرث، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: “إذا انقطعت التجارات والطرق وكثرت الفتن، خرج سبعة رجال علماء من أفق شتى على غير ميعاد ، يبايع لكل رجل منهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ، حتى يجتمعوا بمكة فيلتقي السبعة فيقول بعضهم لبعض: ما جاء بكم؟ فيقولون: جئنا في طلب هذا الرجل الذي ينبغي أن تهدأ على يديه هذه الفتن وتفتح له القسطنطينية، قد عرفناه باسمه واسم أبيه وأمه وحليته، فيتفق السبعة على ذلك. فيطلبونه فيصيبونه بمكة: فيقولون له: أنت فلان بن فلان، فيقول لا، بل أنا رجل من الأنصار، حتى يفلت منهم. فيصفونه لأهل الخبرة والمعرفة به، فيقال هو صاحبكم الذي تطلبونه، وقد لحق بالمدينة، فيطلبونه بالمدينة فيخالفهم إلى مكة، فيطلبونه بمكة فيصيبونه فيقولون : أنت فلان بن فلان وأمك فلانة بنت فلان وفيك آية كذا وكذا، وقد أفلت منا مرة فمد يدك نبايعك، فيقول: لست بصاحبكم، أنا فلان بن فلان الأنصاري، مروا بنا أدلكم على صاحبكم حتى يفلت منهم، فيطلبونه بالمدينة، فيخالفهم إلى مكة فيصيبونه بمكة عند الركن فيقولون: إثمنا عليك ودماؤنا في عنقك إن لم تمد يدك نبايعك، هذا عسكر السفياني قد توجه في طلبنا، عليهم رجل من جرم، فيجلس بين الركن والمقام فيمد يده فيبايع له، ويلقي الله محبته في صدور الناس، فيسير مع قوم أسد بالنهار، رهبان بالليل “
ذكره ابن حماد: ص ٩٥ ولم يسنده إلى النبي صلى الله عليه وآله عقد الدرر، وعرف السيوطي ، والحاوي
وروى عن عبد الله بن الحارث رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يَخرُجُ ناسٌ منَ المشرِقِ ، فَيوطِّئونَ للمَهْديِّ سُلطانَهُ ” .
وقد أورد ابن حماد عن على بن ابى طالب رضى الله عنه قال : “يخرج في اثني عشر ألفاً إن قلوا وخمسة عشر ألفاً إن كثروا ، يسير الرعب بين يديه ، لايلقاه عدو إلا هزمهم بإذن الله ، شعارهم أمت أمت ، لايبالون في الله لومة لائم ، فيخرج إليهم سبع رايات من الشام فيهزمهم ويملك ، فترجع إلى المسلمين محبتهم ونعمتهم وقاصتهم وبزارتهم ، فلا يكون بعدهم إلا الدجال. قلنا : وما القاصة والبزارة ؟ قال يقبض الأمر حتى يتكلم الرجل بأشياء لا يخشى شيئاً”