من اسقط الخلافة ؟ فتاوى تكفيرية ضد الخلافة الجزء السابع
15 ديسمبر، 2025
الماسونية والجمعيات الصهيونية

المقال الخامس والعشرون من سلسلة ( زمن الدجال )
بقلم الدكتور / احمد عبد الرحيم
الباحث فى التاريخ الاسلامى
وهذا هو المقال الاخير من تلك سلسلة من اسقط الخلافة ؟ داخل السلسلة الام وهى زمن الدجال ، نتناول فيه أيضاً ما ذكره شيوخ الوهابية فى حق الدولة العثمانية أيام أن كان لها حقاً محفوظاً فى قاب جميع المسلمين باعتبارها رمز وحدتهم ، والزائدة عن مصالحهم ، ولكن أنى ذلك وهؤلاء الشيوخ شيوخ فتنة يرتمون فى احضان المستعمر والانجليز والامريكيين ثم يصفون حكام المسلمين من غير الوهابيين بالكفر والشرك والابتداع والضلال ويسمونهم طواغيت وانداداً لله يريدون حروباً وناراً ويريدون ان يصبح بلاد المسلمين وديارهم خراباً يباباً .
فقد قال الشيخ حمود بن عبد الله التويجري ـ رجل الدين الوهابى ـ المتوفى فى عام 1992 م (1/ 64): “وأما الفتنة التي تقبل من المغرب؛ فهي – والله أعلم – ما وقع من الأتراك والمصريين من محاربة أهل نجد في القرن الثالث عشر من الهجرة، وهي من أعظم الفتن وأنكاها لدين الإسلام”. اهـ.
وقال الشيخ صالح بن محمد اللحيدان ـ رجل الدين الوهابى ـ المتوفى فى سنة 2022 م من مقطع صوتي له بعنوان “حقيقة الدولة العثمانية”: “الدولة العثمانية في ذلك الوقت كان يسميها الغرب الرجل المريض لأنها في شبابها، كان أول مؤسسيها ليسوا على الملة، ثم أسلم من أسلم، ثم صارت في مسماها العام دولة إسلامية، وجاهدت، ونشرت الإسلام في أوروبا، ومع ذلك سقطت الأندلس، وكان بإمكان الدولة العثمانية لو شاءت- لأن ذلك في أوج عزها- أن تدافع عن الأندلس ولكنها لم تفعل، لأنها والله أعلم كان الظاهر من حالها أنها دولة سلطان وتوسع بالملك، ولكن صاحبها انتشار الإسلام في أوروبا…
لأن الشرك الأكبر لا يستنكر في وقتها، والأضرحة تشيد على الأموات، ولا يقتل إنسان إن دعا بالشرك الأكبر أو يلزم.
فقامت الدعوة السلفية ونشأت الدعوة السعودية في أواخر المئة الثانية…إلى أن قامت قائمة الدولة التركية، واستعانت بمحمد علي باشا والي مصر، في المسمى أن تبع الدولة وهو يريد أن يكون امبراطورا، والغرب ضاق ذرعا بقيام الدولة السلفية، لأن الدعوة الصافية هي التي توشك أن تضايق الغرب…” اهـ
وقال الشيخ صالح الفوزان ـ عضو المجمع الفقهى بمكة المكرمة ـ : “ان الدولة العثمانية عندهم خرافات، وعندهم أضرحة، وعندهم تصوف، وبدع، فخشوا أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب تصلهم في بلادهم، لذلك حاربوا الدولة السعودية” اهــ كتاب “الإجابات الفاصلة على الشبهات الحاصلة” (ص٣٩).
وقال الشيخ صالح الفوزان في كتابه “شرح رسالة الدلائل في حكم مولاة أهل الإشراك” (15 وما بعدها): “ولما استولت الدولة السعودية في عهده (سليمان) على الحرمين الشريفين، وقامت بتطهيرهما من مظاهر الشرك بهدم القباب التي كانت على القبور، غار القبوريون وألبوا الدولة التركية على السعوديين – دولة التوحيد – لإعادة تلك المظاهر الوثنية، لا لأن السعوديين خرجوا عن طاعتهم، كما يشاع من قبل المغرضين وأصحاب الأهواء، فإن الدولة السعودية دولة مستقلة ليس للترك عليها سلطان من قبل كسائر نجد، وإنما غزا الترك بلاد نجد لإزالة التوحيد وإعادة القبورية، فكان غزوهم اعتداء على دولة مستقلة ذات سيادة مخالفًا للشرع وللنظم الدولية، اضف إلى ذلك أن هذا الغزو الآثم يراد به اجتثاث عقيدة التوحيد ومناصرة القبورية، لكن والحمد لله لم يفلحوا، وبقيت عقيدة التوحيد، واندحرت القبورية إلى غير رجعة إن شاء الله في بلاد الحرمين، ولما غزت الجيوش المصرية بقيادة إبراهيم باشا عن أمر الأتراك، وهجم إبراهيم باشا على الدرعية واستولى عليها، لم يستولى عليها بالقوة ولكن بالخديعة، فإنه لما طال الحصار بينه وبين أهل الدرعية وهم صامدون؛ رأى الإمام عبد الله بن سعود مصالحته من أجل حقن دماء المسلمين على أن يسلم نفسه لإبراهيم باشا ليرسله إلى الترك، ففدى بنفسه رحمه الله حرمات المسلمين، وعاهده الخبيث على أن يكف القتال عن أهل الدرعية، وسلم الإمام نفسه بناء على العهد، فلما أسروه ورحلوه خان العهد وانقض على أهل الدرعية بالقتل والتدمير، فخان العهد الذي بينه وبين الإمام عبد الله بن سعود، فقتل الذراري، وسفك الدماء، وهدم البيوت على أهلها وخرب الدرعية…….وكان من جملة من قُتل وغُدر به هذا الإمام الشاب الشيخ سليمان بن عبد الله، أخرجه الخبيث من الدرعية وأرسله مع الجنود وقتلوه في المقبرة رحمه الله وعمره لا يتجاوز الثانية والثلاثين سنة” اهـ.
وقال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين المتوفى ـ رجل الدين الوهابى ـ عام 1865 م كما في “الدرر السنية في الأجوبة النجدية” (10/ 396): “مع أننا قد سمعنا، وبلغنا عن كثير من علماء الزمان، إنكار هذه البدعة الشركية، سمعنا في الحرمين واليمن، وبلغنا عن أناس في مصر والشام، إنكار هذه المحدثات، لكن همتهم تقصر عن إظهار ذلك، لأن عمارة هذه المشاهد الشركية، أكثرها من تحت أيدي ولاة الأمور، وأهل الدنيا، ووافقهم على ذلك، وزينه لهم بعض علماء السوء; وبسبب ذلك: استحكم الشر، وتزايد، والشر في زيادة، والخير في نقصان…
فما أصدق قول عبد الله بن المبارك، رحمه الله تعالى:
وهل أفسد الدين إلا الملوك**** وأحبار سوء ورهبانها
ومما يبين لك عدم الاغترار بالكثرة، أن أكثر هذه الأمصار التي ذكرت، مخالفون للصحابة والتابعين، وأئمة الإسلام – خصوصا الإمام أحمد ومن وافقه – في صفات الرب تبارك وتعالى، يتأولون أكثر الصفات، بتحريف الكلم عن مواضعه” اهـ.
وقال الشيخ ابن باز ـ رجل الدين الوهابى الشهير ـ فى مقطع صوتي له بعنوان هل خرج محمد بن عبد الوهاب على الدولة العثمانية ؟ : “وكان في مكة لهم أمراء من الأشراف، ينتسبون إلى الدولة (العثمانية) ويُعدون من أمراء الدولة، ولكن كانوا قد ضيعوا الأمور هناك، وكان الشرك سائدًا في مكة بسبب القبور هناك(…) من دون الله، والقبور عليها القباب في المعلاه وكان الشرك ظاهرا في مكة، و ظاهرًا في المدينة حول قبر النبي عليه الصلاة والسلام، وفي البقيع حول قبور أهل البيت وغيرهم……والدولة قد وقع فيها من الشرك والفساد ما قد أشار إليه الشيخ محمد وعرفه الناس في التاريخ” اهــ.
وليس ذلك العداء المتأصل لدى الوهابيين ضد خلافة المسلمين ورمز وحدتهم فى نجد فقط بل وفى مصر أيضاً فيذكر محمد حامد الفقي، رئيس أنصار السنة المحمدية: “وملوك العثمانيين إنما خلافتهم الوهمية تعتمد على هذين الحرمين…. وما كانت هذه الخلافة الضعيفة إلا نكبة على الإسلام والمسلمين”.