بعض مثالب الطهارات قديماً
15 ديسمبر، 2025
الأزهر الوسطى

المقال الثانى والعشرون من سلسلة مقالات (بدع آخر الزمان)
إحياء لتراث سيدى ولى الله تعالى فضيلة الشيخ / عمران أحمد عمران
من كبار علماء الازهر الشريف
يذكر سيدى العارف بالله عمران احمد عمران ما شاهده فى عصره فى بداية القرن المنصرم القرن العشرين من سلبيات ومثالب تؤدى الى عدم تمام الطهارة ونقضها وذلك فى القرى فيقولك
فمن ذلك ( كثرة الفيران وموتها فى الماء )، نراها تسكن المرحاض فتدخل وتخرج في الحياض الصغيرة التي داخل المرحاض للاستجناء، وتدخل النجاسة في أرجلها مثلا والمصلون يجدون العذرة في الماء، بل وكثيرا ما تتغير الميضأة فيكشف عنها فاذا فيه فأر ميت وقد تغيرت رائحتها ولقد توضأ الكثيرون وصلوا ولم يعيدوا صلاتهم.
كل ذلك ولرقة الديانة لم يتخذ المصلون الاحتياطات اللازمة وقد قال صلى الله عليه وسلم: “لا طهور الا ما غلب على ريحه أو على طعمه” رواه الدار قطنى عن ثوبان، وفي حديث آخر “خلق الماء طهوراً لا ينجسه الا ماغير لونه أو طعمه أو ريحه” بل تأتى المرأة باللبن فتطرحه في البئر أو الميضأة باعتقاد ان ذلك فيه شفاء لمرض الدابة الحلوب فيكثر لبنها كما تقدم فانظر كيف أتى اللعين ابليس للمسلمين من قبل الطاعات يريد اتلافها واطأه الكثير من الجاهلين على ذلك والله يقول “انه لكم عدو مبين” بل و يطرح ذلك في السبل فيتلف ماؤها.
هذا وأمثاله يقع من امرأة جاهلة فما بال الرجل يوافقها على ذلك ويقرها على عقيدة فاسدة وعمل يضر بالدين كهذا.
(والذي يفيض فيه المرء عجبا) أن المصلين أنفسهم رأيناهم يأتوا بالخوص والليف والصوف فيبلونه في الميضأة وما عليهم تغيرت أو لم تتغير ويصلون ولا يسألون بل تجد مسجد الجمعة عليه خلق مزدحمون ينتظرون ما يسمى فى الاصطلاح اليوم ( التفكيرة ) هذا معه حمام لا يبيض أو دجاجة وذاك معه صغير مريض بملابسه وتلك معها فخارة نجسة والكل عند التفكيرة يتسابقون الي الميضأه فيغطس فيها الحمام والدجاج ويرى فيها الولد بملابسه ويغرف الماء بالفخار النجس لمريض فى داره بدعوي أن امرأة عجوزاً تداويه بدواء يقال له ( النكسة) لها رقية تتفعلها هذه العجوز من أمور الخرافات التي لا أصل لها وكل ذلك من مداخل أبليس اللعين كما علمت .
فيا أيها المسلم اتق الله في دينك ولا تنس قول الرسول ﷺ: “الطهور شطر الإيمان” كما في حديث رواه مسلم عن أبي مالك الاشعرى، وفي رواية عن أبى هريرة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الطهور ما منزلته من الأعمال؟ فقال: “هو شطر الأيمان”. كما في كشف الغمة للشعراني . ومعني شطر الإيمان أى نصف الايمان ومعى شرط الايمان أي لا يقيل الايمان العملي بدونه.
فانظر بعينك كيف أفسدنا الشرط أو الشطر واجتهد أن تصحح عملك فانت عنه مسؤل . ولا نفرط فالمفرط مخذول . وأياك والتدين لغير ما ورد فقد تكفل الشرع بالبيان و بعد البيان لا عذر لأنسان.