قصيدة ( الجليس الصالح ) للشاعر : مُحَمَّد أَحْمَد إِبْرَاهِيم
14 ديسمبر، 2025
منوعات

قصيدة ( الجليس الصالح )
بقلم الشاعر : مُحَمَّد أَحْمَد إِبْرَاهِيم
الفصل الأول: دعوة إلى التفكّر
المنشد
«تَفَكَّرْ بِمَا مَضَى يَا مُدْرِكُ
فَفِي العُمْرِ آيَاتٌ لَهَا تُسْلِكُ»
الراوي
أيّها الصاحب… ما الذي يدعونا إليه الشاعر؟
أهناك من أسرار العمر ما يغيب عن أفهامنا؟
الحكيم
نعم يا بُني…
قال تعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}.
العمر يَمضي لا يعود، والتفكّر يُوقظ القلب من غفلته،
فلا يفجأ النهايةَ إلا الغافلون.
المنشد
«فَكَمْ مِنْ وُجُوهٍ لَهَا نَضْرَةٌ
تَوَارَتْ سَرِيعًا بِغَيْرِ وَقْفَةِ»
الراوي
وجوه كانت تبتسم… أين خبا بريقها؟
لِمَ تنطوي بهذه العجلة؟
الحكيم
هكذا الدنيا…
قال ﷺ: «كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ».
من ظننّا دوامهم رحلوا…
فالدنيا لا تُقيم لأحد ميزانًا.
المنشد
«وَكَمْ مِنْ حَيَاةٍ لَهَا بَهْجَةٌ
تَذُوبُ كَطَيْفٍ سَرَى بِرِقَّةِ»
الراوي
حتى اللحظات المُفرِحات… لِمَ لا تدوم؟
الحكيم
لأن الدنيا ظلّ زائل…
قال تعالى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ}.
البقاء الحقيقي… هناك حيث الخلود.
الفصل الثاني: سؤال الغاية
المنشد
«فَسَلْ نَفْسَكَ الآنَ مَا غَايَةٌ؟
وَمَاذَا سَيَبْقَى لَكَ النِّهَيَّةُ؟»
الراوي
سؤال يُزلزل الفؤاد… ما غايتُك؟
وما الأثر الذي سيبقىمنك؟
الحكيم
لا يبقى إلا العمل…
قال ﷺ: «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ…».
فانظر ما تُقدّم لبقيّة الطريق.
المنشد
«إِذَا مَا أَتَاكَ الْبَلَى وَاقِفًا
فَهَلْ تَلْقَيَنَّهُ وَأَنْتَ الصَّفِيُّ؟»
الراوي
وما البلاء؟ أهو الموت أم ما دونه؟
الحكيم
البلاء يشمل الموت والاختبار.
قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الخَوْفِ وَالْجُوعِ…}
البلاء للمستقيم رفعة… وللغافل يقظة.
المنشد
«هُنَالِكَ تَبْدُو لَكَ الحِكْمَةُ
إِذَا مَا رَأَيْتَ لَهَا قِمَّةَ»
الراوي
ومتى تنكشف الحكمة؟
الحكيم
حين ينجلي الغطاء.
قال تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}.
عندها ترى ما كنت تجهله.
الفصل الثالث: خداع الدنيا
المنشد
«فَلَا تَغْتَرِرْ بِدُنْيَا الهَوَى
فَإِنَّ المَغَانِمَ تَغْوِي الفَتَى»
الراوي
ولِمَ سُمِّيَت بدنيا الهوى؟
وما الذي يخدع المرءَ فيها؟
الحكيم
الهوى أصلُ كل فتنة…
قال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ}.
المال، والجاه، والمديح…
إن ملكت قلبك كسرتك.
المنشد
«فَإِنَّ الصَّلَاةَ لَهَا حِصْنُهُ
وَذِكْرَ الإِلَهِ بِهِ يَأْمَنُ»
🎙️ #الراوي
وهل تكفي الصلاة لتحصين النفس؟
الحكيم
الصلاة حصن… والذكر روح.
قال ﷺ: «جُعِلَت قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ».
وقال تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.
الفصل الرابع: أنوار الليل
المنشد
«فَقُمْ فِي دُجَى اللَّيْلِ يَا طَالِبًا
رِضَا اللهِ، تُدرِكْ غَدًا سُبْقَهُ»
الراوي
ولِمَ اختصّ الليلُ بقلوب العابدين؟
الحكيم
لأن الليل ميزان الإخلاص.
قال تعالى: {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}.
وفي الحديث: «أقربُ ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر».
من عرف طريق الليل… سبق.
ومن هجره… ضلّ.