هل سينتمى الامام المهدى عليه السلام الى مذهب معين؟

المقال الحادى والثلاثون من سلسلة (علوم آخر الزمان)
بقلم فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور / محمد عبد الله الأسوانى.

اظن ان الامام المهدى عليه السلام مجدد يأخذ من كل المذاهب وان يكون عنده تبحر عالى فى كل العلوم الفقهية وعلوم الحديث وعلوم القرآن الى غير ذلك حتى يستطيع ان يجدد امر الدين.

نعلم جميعاً ان المذهب الوسطى والذى عليه عموم الامة الاسلامية هو مذهب اهل السنة والجماعة

روى أبو نعيم عن محمد بن القاسم الطوسي قال: سمعت إسحاق بن راهوية وذكر في حديث رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله لم يكن ليجمع أمة محمد على ضلالة فإذا رأيتم الاختلاف فعليكم بالسواد الأعظم» فقال رجل يا أبا يعقوب من السواد الأعظم؟ فقال محمد بن أسلم وأصحابه ومن تبعهم ثم قال: سأل رجل ابن المبارك: من السواد الأعظم؟ قال: أبو حمزة السكري ثم قال إسحاق: في ذلك الزمان (يعني أبا حمزة) وفي زماننا محمد بن أسلم ومن تبعه ثم قال إسحاق: لو سألت الجهال عن السواد الأعظم لقالوا: جماعة الناس ولا يعلمون أن الجماعة عالم متمسك بأثر النبي صلى الله عليه وسلم وطريقه فمن كان معه وتبعه فهو الجماعة.

وعن عبد الرحمن بن عمرو السلمي أنه سمع العرباض بن سارية يقول وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقلنا يا رسول الله إن هذه لموعظة مودع فماذا تعهد إلينا قال: “قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد”.

فلا اظن ان يكون الامام المهدى على مذهب الخوارج او مذهب الشيعة ، ليس لان اغلبية الامة على هذا المذهب ، لان المذهبين الاخري هما مذاهب تفريق للأمة وهذه الجماعات تحارب المسلمين اكثر مما تحارب اعداءها فهى قنابل موقوتة فى العالم الاسلامى سواء أكان مذهب شيعة او خوارج والخوارج يندرج تحتها جميع المسميات للجماعات التى تكفر المسلمين وكذلك الشيعة نفس الشئ

روى عن حذيفة بن اليمان يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: “نعم وفيه دخن”، قلت وما دخنه؟ قال: “قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر” قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر قال: “نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها” قلت يا رسول الله صفهم لنا قال: “هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا” قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك قال: “تلزم جماعة المسلمين وإمامهم” قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال “فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك”

وروى عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سيكون في أُمَّتِي اختلاف وفرقة، قوم يحسنون القيل، ويسيئون الفعل، يقرءون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرَّميَّة، لا يرجعون حتى يرتدَّ السهم إلى فُوقه، وهم شرار الخلق والخليقة، طوبى لمَن قتلهم وقتلوه، يدعون إلى كتاب الله، وليسوا منه في شيء، مَن قاتلهم كان أولى بالله منهم، سيماهم التحليق”

وروى عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسماً، أتاه ذو الخويصرة ، فقال: يا رسول الله، اعدل، فقال صلى الله عليه وسلم: ويلك ومَن يعدل إذا لم أعدل، قد خبت وخسرتَ إن لم أكن أعدل، فقال عمر: يا رسول الله، ائذن لي فيه فأضرب عنقه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: دَعْهُ، فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرءون القرآن لا يتجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَّميَّة، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة ومثل البضعة تدردر، ويخرجون على حين فرقة من الناس” .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من جاء إلى أمتي ليفرق جماعتهم فاضربوا عنقه كائنا من كان” قال الطبري: فهذا معنى الأمر بلزوم الجماعة.

وروى عن محمد بن سيرين عن أبي مسعود أنه وصى من سأله لما قتل عثمان: “عليك بالجماعة فإن الله لم يكن ليجمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة”

وروى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة” قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: “من كان على ما أنا عليه وأصحابي”. وفي رواية عن حذيفة: “إن في أمتي قوما يقرؤون القرآن ينثرونه نثر الدقل، يتأولونه على غير تأويله”. وعن ابن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضا، فما عرفتم منه فاعملوا به، وما تشابه منه فآمنوا به”

، فلا اظن ان يكون الامام المهدى عليه السلام من هؤلاء او من هولاء لان الامة تحتاج ان تجتمع على كلمة واحدة على كلمة اصلاح وليس تكفير واستحلال للدماء والاعراض واموال المسلمين او حتى غير المسلمين ، فالامام المهدى عليه السلام رجل يحمل السلم ، ويخطأ من يظن ان الامام المهدى سيرفع سيفه ليقاتل الجميع ، فقتال الامام المهدى هو قتال دفاع ومدفع وليس قتال المعتدين الذين يعتدون على الاخرين ، فالامام المهدى عليه السلام هو رجل صالح مصلح تحتاجه الامة ليأخذها الى المنهج المحمدى السليم الذى يسير فيه على خطى النبى صلى الله عليه وسلم المذهب الوسطى الذى عليه عموم الامة هو مذهب اهل السنة والجماعة.