إن لله جنودا يسخرهم كيفما يشاء

بقلم الدكتورة منى حمدي غريب باحثة دكتوراه
فى التاريخ الاسلامي والحضارة الإسلامية

سلسلة تاريخية من الشخصيات القيادية في التاريخ الاسلامي والحضارة الإسلامية :

أن التاريخ ملئ بالقصص البطولية والحنكة السياسية والقادة العسكريين العظام فكان من بين هؤلاء فارسا مغوار شجاعاً لا يهاب الموت وقيل فيه من الأقوال على لسان الصحابة ما لا يحصى ولا يعد فهو القعقاع بن عمرو التميمي الذى قيل عنه على لسان سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عن القعقاع “لا يُهزم جيش فيه القعقاع”.

ويقول سيدنا عمر بن الخطاب: “إن صوت القعقاع في المعركة بألف جندي”

ويقول سيف الله المسلول سيدنا خالد بن الوليد :” إني لأعد القعقاع جيشا بأسرة”

ويقول سعد بن أبى وقاص :”لم أر مثل القعقاع بن عمرو التميمي حمل يوما ثلاثين غارة وفى كل غارة يتمكن من أحد فرسان الفرس المشهورين “

القعقاع بن عمرو :
هو القعقاع بن عمرو التميمي فارس وقائد مسلم، وبطل عربي مشهور، شهد حروب الردة والفتوحات الإسلامية، وقد أبلى بلاء عظيماً في معركتي القادسية واليرموك وغيرهما من معارك المسلمين، ظهرت ملامح شخصيته بوضوح شديد في الفتوحات، فقد كان شجاعاً مِقداماً ثابتاً في أرض المعارك، وبجوار شجاعته وشدة بأسه على الأعداء كان شديد الذكاء، وذا حنكة عسكرية في إدارة المعارك فأظهر دورة المغوار

في معركة [ ذات السلاسل ] كان عدد المجوس أضعاف عدد المسلمين ، ومع ذلك فقد ربطوا أنفسهم بسلاسل الحديد حتى لا يفروا.. !!وكان خالد بن الوليد رضي الله عنه أمير وقائد جيش المسلمين .وهرمز قائد جيش الفرس .وكانت عادة جيوش الكفار أن قائدهم إذا قُتل أو انهزم انتهت المعركة بهزيمة هذا الجيش..

أراد هرمز أن يقتل قائد الجيش خالد بن الوليد ليفر الجيش الإسلامي حسب ظنه ، وهرمز يعلم علم اليقين من هو خالد ، ويعلم أيضاً أنه أقل شأناً من أن يتغلب على خالد ، لذلك لجأ إلى حيلة غادرة.. عندما تقابل الجيشان نزل عن حصانه و دعا خالدًا إلى المبارزة ، فنزل خالد عن حصانه وتقدم إلى هرمز..

كانت عيون الجيشين تنظر إلى القائدين وهما يتقدمان إلى الموت ، وقد ذهل المُشاهد عن نفسه لهول الموقف..

ولكن القعقاع لم يكن غائب عن هذا المشهد الرهيب ، بل استل سيفه وهيأ جواده لأي أمر طارئ.. والقائدان يتقدمان من بعضهما بخطوات بطيئة ، وفي اللحظة التي بدأت بينهما المبارزة هجم عشرة من فرسان المجوس انتقاهم هرمز للهجوم على خالد ، وبلمح البرق طار القعقاع إلى الفرسان بجواده العربي الأصيل الذي يسبق السهم ، فقتل خمسة من الفرسان بضربات خاطفة كالبرق وفر الباقون.. أما خالد فقد سيطر على خصمه ، فأمسكه من عنقه وقال له : إنك لست أهلاً أن تموت في ساحة المعركة ميتة الشرف لأنك لا تعرف الشرف. ثم ذبحه بسيفه ، فانهزم المجوس في هذه المعركة ولحق بهم المسلمون..

المصدر :

فتوح الشام

تاريخ دمشق – إبن عساكر

البداية والنهاية – إبن كثير