كيف ترد عن نفسك ظلم الظالمين وطغيان الطاغين
9 أكتوبر، 2025
أدعية وأذكار

( سلسلة سؤال وجواب )
يجيب عنها فضيلة أد / مختار مرزوق عبدالرحيم
العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط
يقول بعض الأصدقاء : دلنا على أدعية نلازمها لكي نحصن أنفسنا من بعض الظالمين الذين يريدون أذيتنا ؟
الجواب : .
على الخائف ممن يريد ظلمه أن يقول
( حسبنا الله ونعم الوكيل ) .
( اللهم اكفنيهم بما شئت ) .
( اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم )
ويلازم هذه الأذكار العظيمة فذلك من أعظم أسباب النجاة من الظالمين والطغاة إن شاء الله تعالى .
أولا :
حسبنا الله ونعم الوكيل .
تناولنا فضلها فيما سبق ويكفي أن تقرأ قوله تعالى ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل . فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسيهم سوء )
ثانيا :
الدليل على الكلمة الثانية
جاء في ذلك حديثان شريفان : .
1 – عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : أن قريشا لما أبطأوا على النبي صلى الله عليه وسلم بالإسلام قال ( اللهم اكفنيهم بسبع كسبع يوسف ) فأصابتهم سنة حصت كل شيء حتى أكلوا العظام ….. الخ الحديث
انظر صحيح البخاري كتاب التفسير . سورة يوسف
ومعنى ( حصت كل شيء ) أي استأصلت كل شيء ..
والمراد أن الله تعالى عاقيهم بعد أن دعا النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( اللهم اكفنيهم ) ….
2 – ورد عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة الملك والغلام والساحر والراهب وهي قصة طويلة ..
جاء فيها أن الملك الكافر حين اكتشف إيمان الغلام بعثه مع مجموعة من جنورده لكي يلقوه من على جبل وحين صعدوا به الجبل قال الغلام ( اللهم اكفنيهم بما شئت ) فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء الغلام يمشي إلى الملك … الخ الحديث ..
انظر صحيح مسلم كتاب الزهد والرقائق باب قصة أصحاب الأخدود والساحر والراهب والغلام رقم 7703 .
والشاهد في الحديثين أن من خاف ممن يريد ظلمه فإن عليه أن يلجأ إلى الله تعالى ويقول ( اللهم اكفنيهم بما شئت ) .
فإن كان الظالم واحدا قلت ( اللهم اكفنيه بما شئت )
(( فائدة ))
جاء في ترجمة مكي بن أبي طالب القيسي النحوي المقرئ صاحب الإعراب المتوفى س 437 ه
أنه كان مشهورا بالصلاح وإجابة الدعوة ، وكان رجل يتسلط عليه إذا خطب ويحصي سقطاته – وكان مكي يتوقف كثيرا في الخطبة – فقال : اللهم اكفنيه ، اللهم اكفنيه ، فأقعد الرجل وما دخل الجامع بعد .
انظر بغية الوعاة في طبقات اللغوبيين والدعاة للسيوطي ج 2 ص 298 .
ثالثا :
دليل الكلمة الثالثة
قال أبو موسى الأشعري : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خاف قوما قال ( اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم )
رواه أحمد وأبوداود والحاكم