الجحود داء القلوب الغافلة

بقلم الداعية الإسلامي: الدكتور رمضان البيه 

الإنسان هو أكرم الكائنات وأشرف المخلوقات وهو مراد الله تعالى من بين خلقه وخليفته في أرضه وهو الذي خص بنعمة العقل والعلم والفهم والبيان والتكريم . يقول تعالى ” ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ” .

وبالرغم من كل هذا الفضل والتكريم إلا أننا نجد أكثر البشر جاحدين بفضل الله تعالى ونعمه ناكرين لكرمه تعالى وجوده وإحسانه ولقد بين الحق عز وجل في كتابه الكريم أن للإنسان صفات متعددة منها صفات طيبة محمودة لا توجد إلا عند عباد الله الصالحين الأتقياء الأنقياء الأصفياء الشاكرين الحامدين المقرين بفضل الله تعالى وأنعمه .

وهم قلة قليلة كما أشار الحق عزوجل بقوله ” وقليل من عبادي الشكور ” . هذا وللإنسان صفات أخرى مذمومة إن لم يسعى جاهدا للتداوي والشفاء منها فسوف تقوده إلى الهلاك والخسارة في الدنيا والندم والضياع في الآخرة  وتتمثل هذه الصفات المذمومة في ضعفه وعدم تحمله وهلعه وتعجله  وجحوده وإنكار نعم وفضل ربه عز وجل وظلمه لنفسه ولغيره ويأسه وقنوطه وقلة صبره وشكره وطمعه وجشعه وتكالبه على الدنيا وتكبره وسلفه وعدم رضاه بقدر الله وسخطه والجزع عن الإبتلاء وعدم صبره وميله للجدل ومحاولته لإثبات الأنا العالقة بنفسه وجحوده وكفره بنعم الله تعالى وبغيه وعدوانه. وفساده وإفساده وتكبره وتجبره وضعفه أمام أهواء النفس وشهواتهاوميله وحبه للدنيا ونسيانه للآخرة .

عزيزي القارئ سوف نتحدث عن كل هذه الصفات في المقالات التالية بمشيئة الله تعالى والسبيل إلى علاجها والتداوي والشفاء منها .. وفي هذا المقال نتحدث عن صفة من بين هذه الصفات وهي صفة “الجحود ”

ولنعرف معناه اولا :
الجحود معناه إنكار الحق والعلم به بفظاظة وقسوة وإنكار الجميل والفضل وعدم تقدير النعم التي أنعم الله تعالى بها . وهو أيضا إنكار الحق مع العلم  وهناك فرق بين الجحد والإنكار الإنكار يكون مع العلم أو عدمه .

أما الجحود فهو إنكار مع اليقين والعلم وهو أخطر من الإنكار وكلاهما مذموم ومهلك لصاحبه .. ولقد أشار الحق عز وجل إلى أهل الجحود الذين يجحدون نعم الله تعالى وفضله في آيات كثيرة منها قوله تبارك في علاه ” وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون ” ومنها قوله جل جلاله ” وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تأجرون ثم إذا كشف الضر عنكم إذ فريق منكم بربهم يشركون ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون ” . ومنها ماجاء على لسان الشيطان ما أشار إليه سبحانه بقوله جل ثناءه ” ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجدن أكثرهم شاكرين ” . هذا وللحديث بقية ..