أعظم الأعمال

بقلم الشيخ : رمضان محمد علي

قال الله تعالى: (فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة).. النساء

وقال “صلى الله عليه وسلم” فيما روي عن أبي ذر: “سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال إيمان بالله ورسوله، قيل ثم أي قال جهاد في سبيل الله…) الحديث.

نعلم أحبتي في الله إن الجهاد في سبيل الله وفي سبيل نصرة الحق من أعظم القربات إلى الله تعالى، والذي يتدبر الآيات الواردة في سورة النساء يجد أن الله تعالى يذكر بعد هذه الأية مباشرة (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيراً).

روى الإمام أحمد في مسنده لما مات شهداء أُحد كانت أرواحهم في حواصل طيور خضر تسرح في الجنة كيف تشاء، فطلبوا من الله تعالى أن يعودوا لا للعيش، ولكن ليخبروا إخوانهم عن عظيم النعيم الذي هم فيه فنزل قول الله تعالى في سورة آل عمران: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون).

والناظر إلى السنة النبوية المطهرة يرى أن النبي “صلى الله عليه وسلم” أخبرنا بما يريح النفس ويبعث الطمأنينة فقال “صلى الله عليه وسلم”: “إن الشهيدُ لا يَجِدُ ألم القتْلِ إلَّا كما يَجِدُ أحدُكم مَسَّ القرصَةِ”

و”إنه ليرى مقعده في الجنة من أول دفقة دم له”، فالجهاد في سبيل الله عز ونصرة في الدنيا ونيل أعظم الدرجات في الآخرة، وما روي يوم اُحد خير دليل على ذلك؛ عندما وقف صحابيان جليلان، هما سعد بن أبي وقاص، وأنس بن النضر رضي الله عنهما قبيل المعركة، فقال سعد لأنس: “ماذا تطلب يا أنس” قال انس رضي الله عنه: “أن أقاتل رجلا في سبيل الله فأقتله وثانٍ فأقتله وثالث ورابع وخامس ويأتي سادس يقتلني ويمثل بي”، فكان ما كان يوم أُحد في الجولة الثانية، ويذهب النبي “صلى الله عليه وسلم” يتفقد الجرحى والقتلى فيجدوا أنس بن النضر ملقى في التراب، وقد مُثل به وبجواره خمسة من المشركين، فقال الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص: “والله ما زاد على هذا”، فقال “صلى الله عليه وسلم”: “ما هذا؟”، فحكى سعد للنبي صلى الله عليه وسلم ما كان بينه وبين أخيه أنس بن النضر، فنزل القرأن الكريم (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).

رزقنا الله وإياكم شهادة في سبيل الله تعالى إنه نعم المولى ونعم النصير.