من الذي حفظ لنا هذا الدين؟


بقلم الشيخ : عبدالله قدري سعد

 

من الذي حفظ لنا هذا الدين؟
أتدري من الذي نقل لك القرآن؟
أتدري من دوَّن الحديث؟

أتدري من علَّم الناس الفقه، وربّاهم على الخُلق، وسلك بهم الطريق إلى الله؟

 إنهم أهل التصوف، الصادقون، العارفون، الزاهدون في الدنيا، العاملون بالعلم، المحبون لله ولرسوله ﷺ.

 من الذي كتب أمهات كتب العلم؟

الإمام النووي صاحب “الأذكار” و”رياض الصالحين” و”شرح مسلم”… كان صوفيًا.

الإمام القرطبي صاحب التفسير… كان صوفيًّا زاهدًا.

الإمام السيوطي، المحدث الكبير… شاذلي الطريقة.

الإمام الجزري، إمام القراءات… سلك على يد مشايخ التصوف.

 من الذي خرّج الرجال؟

من الذي علَّم الأدب مع الله ورسوله؟

من الذي جمع بين الشريعة والحقيقة؟


إنهم أهل التصوف.

 لولاهم، لما بقي العلم حيًّا في القلوب،

ولما بقي في الأمة مَن يُذكّرك بالله إذا رأيته.

 قال الإمام الغماري:

“لولا التصوف لانطمست كثير من معالم القرآن في القلوب”

 التصوف الحق ليس بدعة ولا خرافة…

بل هو حياةُ العلم، وروحُ الدين، وطريقُ الإحسان.

 وتحدٍّ مفتوح!

أتحدّى أي أحد أن يأتيني بسندٍ علميٍّ في القرآن أو السنّة — صحيح، متّصل، مُعتمد — لا يمرُّ على يد أشعريٍّ أو صوفيٍّ!

بل الأعجب: حتى مَن يطعنون في التصوّف والأشاعرة… إذا أرادوا أن يدرّسوا العلم، تراهم يلجؤون إلى شروح الصوفية والأشاعرة :

📘 يشرحون الأربعين النووية، وهي من جمع الإمام النووي الأشعري الصوفي

📘 ينهلون من فتح الباري لابن حجر العسقلاني، صوفي أشعري

📘 يعتمدون على الشفا للقاضي عياض، صوفي أشعري

📘 يدرّسون الرسالة القشيرية، ويقتبسون من إحياء علوم الدين للغزالي

ولو فتّشت في كتب الرجال، لوجدت أكثر أسانيد الأمة تمرُّ بأولياء الله من أهل التصوف والعقيدة الأشعرية…

فمن نقل لك الدين؟ الصوفية

ومن صان العقيدة؟ الأشاعرة

ومن حارب الهوى والبدعة؟ أهل السُّنّة الحُقيقيون، لا أدعياؤها!