هل المولد طاعة أم معصية؟
8 سبتمبر، 2025
شبهات حول قضايا التصوف

بقلم الشيخ : عبدالله قدري سعد
هل المولد طاعة أم معصية؟
من أكثر ما يردده المخالفون أن احتفال المسلمين بمولد سيدنا رسول الله ﷺ بدعة، ثم يصوغون المسألة في سؤال ملغوم: هل المولد طاعة أم معصية؟
طريقة تفكيرهم:
إن قلتَ لهم: المولد طاعة
سيقولون: هل علّمها رسول الله ﷺ لأصحابه أم لا؟
إن قلتَ: علّمها
قالوا: أين الدليل؟ فأنت تتهم النبي ﷺ أنه علّم شيئًا ولم يبلّغه.
وإن قلتَ: لم يعلّمها
اتهموك بأنك أضفت طاعة لم يشرعها النبي ﷺ.
وإن قلتَ لهم:
المولد معصية، فالأمر عندهم محسوم!
هذه طريقة جدل ظاهرها الذكاء، وباطنها المغالطة.
الرد العلمي:
نقول لهم: هل المولد طاعة أم معصية؟
1. إن قالوا طاعة: انتهى الخلاف؛ فالطاعة لا تكون بدعة مذمومة.
2. وإن قالوا معصية: نسألهم: هل كان النبي ﷺ يعلم أن أمته ستفعل هذا أم لا؟
إن قالوا: لم يعلم، فقد اتهموه بالجهل، وحاشاه ﷺ، وهو القائل: «ما تركت شيئًا يقربكم من الجنة إلا وقد أمرتكم به».
وإن قالوا: علم وسكت، فقد اتهموه بكتمان البلاغ، وحاشاه، والله يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ﴾.
فإذن القول بالمعصية يوقعهم في أحد باطلين:
إما جهل النبي ﷺ وحاشاه .
وإما كتمانه لما يجب تبليغه.
وكلاهما كفرٌ صريح نعوذ بالله.
النتيجة:
الحق أن المولد ليس معصية، ولا هو فرض بعينه، إنما هو من المباحات التي تتحول إلى قربات بما يُقام فيه من تلاوة قرآن، وصلاة على النبي ﷺ، وإطعام مسكين، ومدح للجناب الشريف. وكل ذلك داخل تحت عموم النصوص:
﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾.
«من سنّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها».
فالمسألة ببساطة: نحن نفرح بمولد الحبيب ﷺ على ما يليق بالشريعة، ومن زعم أن الفرح بالحبيب معصية، فقد خالف القرآن والسنة والعقل والوجدان.