رأى بن تيميه فى المولد النبوي الشريف
30 أغسطس، 2025
قضايا شرعية
بقلم الدكتور : عبد الهادي النجار
الحمد لله رب العالمين ولي المتقين وناصر المؤمنين ومعز المخلصين والهادي الى صراط الله المستقيم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير واشهد ان سيدنا محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه الذي زكّى اللهُ عقلَه فقال: ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى﴾ [النجم: 2]
وزكّى لسانَه فقال:﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى﴾ [النجم: 3]
وزكّى جليسَه فقال:﴿عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى﴾ [النجم: 5]
وزكّى بصرَه فقال:﴿مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى﴾ [النجم: 17]
وزكّى فؤادَه فقال:﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى﴾ [النجم: 11]
وزكّى صدرَه فقال:﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾ [الشرح: 1]
وزكّاه كلَّه فقال:﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4]
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله
عدد كمال الله وكما يليق بكماله
اما بعد :
ان من فضل الله على عباده ان يتفضل عليهم في كل نفس يتنفسه العبد في تلك الحياه بان يتحدث ويتكلم عن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ومن هنا نجد ان معاويه ابن ابى سفيان رضي الله عنه
كما جاء في صحيح البخاري : يروي لنا حديثا عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ويقول فيه( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)
والتفقه في الدين لا يكون الا من خلال : سيد الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وهنا تكون الخيريه الكليه للعبد هو الحديث عن خير خلق الله اجمعين
لذلك نستعرض من خلال تلك الكلمات راي ابن تيميه في المولد الشريف حتى يعلم من يتشدق بكلامه من الذين يسمون انفسهم انهم من اتباع ابن تيميه وانهم على ضربه ولكن للاسف ليسوا على ضرب ابن تيميه بل هم يخالفون رايه بل يزعمون عكس كلامه حتى يثبتوا وينسبوا له كلام يوافق رايهم هم المخالف للشريعه حتى يجعلوا لرايهم غطاء شرعي وديني لم ينزل الله به من سلطان
حيث يقول ابن تيميه في كتاب اصطفاء الصراط المستقيم عن المولد الشريف ما يلي :
( فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه اجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما قدمته لك انه يثاب على محبه النبي صلى الله عليه وسلم)
اذا نظرنا لتلك العبارات والكلمات من ابن تيميه نجده يقر ان من يعظم ويتخذ ذلك اليوم موسما للاحتفاء والاحتفال بمولد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم فان في ذلك اجر عظيم يناله ذلك الشخص الذي يحتفل بذلك الميلاد الشريف العظيم وذلك لتعظيمه وتوقيره ميلاد خير البشر محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ويثاب على تلك المحبه واذا قمنا واستعرضنا باقي الكلمات والجمل التي قالها ابن تيميه في ذلك المقام الشريف
نجد انه يوجه رساله الى الذين هم ينكرون الاحتفال بالمولد الشريف بانهم اصلا مقصرون في السنن ومع ذلك ينكرون على المحبين حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول ابن تيميه
وكثير من المنكرين لبدع العبادات والعادات تجدهم : مقصرين في فعل السنن من ذلك ولعل حال كثير منهم يكون اسوء من حال من ياتي بتلك العبادات المشتمله على نوع من الكراهه فمن تعبد ببعض هذه العبادات المشتمله على نوع من الكراهه كالوصال في الصيام وترك جنس الشهوات ونحو ذلك وقصد احياء ليال لا خصوص لها كاول ليله من رجب ونحو ذلك قد يكون حاله خيرا من حال البطال الذي ليس فيه حرص على عباده الله وطاعته) ويقول ابن تيميه مكملا كلامه وموجها كلامه لهؤلاء المنكرون للاحتفال بالمولد الشريف وغيره من الاحتفالات الموسميه
بل كثير من هؤلاء الذين ينكرون هذه الاشياء زاهدون في جنس عباده الله من العلم النافع والعمل الصالح او في احداهما لا يحبونها ولا يرغبون فيها لكن لا يمكنهم ذلك في المشروع فيصرفون قوتهم الى هذه الاشياء فهم باحوالهم منكرون المشروع وغير المشروع باقوالهم لا يمكنهم الا انكار غير المشروع )
بذلك انتهى كلام ابن تيميه الذي يؤكد على ان المنكرون لتلك الاحتفالات هم اصلا لا يفعلون اي شيء في حياتهم سوى الانكار فهم لا يعبدون ولا يفعلون اي شيء من السنه ونحوها بل هم منشغلون فقط لا غير بانكار ما لا يستحق انكاره وفي النهايه نجد ان ابن تيميه يؤكد على ان من يحتفل بالمولد الشريف يكون له الاجر والثواب العظيم وليس عكس ما يروج لغير ذلك من اصحاب النفوس المريضه فمن فرح بمولد خير الرسل فرح به من في السماوات والارض بل احبه الله عز وجل ومطلوب منا جميعا الفرح برحمه الله عز وجل
حيث يقول الله في محكم تنزيله ﴿ قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا۟ هُوَ خَيْرٌۭ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾[يونس: ٥٨]
﴿ قُلْ أَرَءَيْتُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍۢ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًۭا وَحَلَٰلًۭا قُلْ ءَا للَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى ٱللَّهِ تَفْتَرُونَ ﴾[يونس: ٥٩]
اذن فثم شرع الله